الضفة الغربية
أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، على الحفاظ على المقاومة في الضفة هو من أهم إنجازات حركة حماس على الصعيد الميداني في الفترة الراهنة.
وقال مرداوي إن حركة حماس خاضت الحروب وقدمت الشهداء ونفذ أبناؤها العمليات في سبيل هذا المشروع وبقائه واقفا على قدميه، ليصبح خيار المقاومة هو الخيار الذي يهتف به كل الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن حماس كانت ولا زالت تؤمن بأن المقاومة هي الكلمة القادرة على هزيمة الاستيطان الإحلالي، فالمقاومة هي التي طردت المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة، وغياب المقاومة هو الذي سمح بعودة المستوطنين للمناطق التي تم إخلاؤها، وسمح بتضاعف أعداد المستوطنين في الضفة الغربية منذ العام 2007، وغيرها من الاعتداءات.
وأوضح أن حماس لازالت تدعو كل نخب الشعب الفلسطيني وقواه الحية لتقول كلماتها أمام الواقع السياسي المتردي الذي تعيشه الحالة الفلسطينية، من إعدامات وشهداء في الطرقات في مقابل ألاف عناصر الأمن غير قادرين على إطلاق رصاصة واحدة للدفاع عن شعبنا.
وأضاف: “فشل مشروع التسوية واضح أمام الأعين، لكن هناك نخبة في السلطة تصر على بيع الوهم أن هناك فرص لحلول سياسية، الأمر الواقع الذي قام به كيان العدو في الضفة اليوم أصبح واضحا للعيان، فالمستوطنون اليوم جزء من حكومة تل أبيب، ويتقلدون مناصب لتنفيذ أجندتهم الأيدلوجية في الضفة الغربية تحديدا وعموم فلسطين”.
وأشار إلى أن الحركة ترى أنه آن الأوان ليكون هناك تقييم لكافة السياسات ورسم الخطط المشتركة التي تضع المقاومة كأولوية، والبدء بمشروع كفاح تحرري جاد لطرد المشروع الاستيطاني من الضفة الغربية.
وأردف: “كلما تأخر الوقت زادت التكلفة، وما نراه اليوم من توسع المشروع الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية وتأسيس المليشيات المسلحة للمستوطنين هو مقدمة لمرحلة جديدة بدأ اليمين الصهيوني بتطبيقها في القتل على جانب الطرقات وشوارع الضفة”.
مواقف وطنية
وأكد القيادي مرداوي على أنه رغم استهداف السلطة لحركة حماس بالضفة في عملية انتقام سياسي بمساعدة أمريكية وإسرائيلية، فقد بادرت الحركة وقدمت المواقف الوطنية على مصالحها الحزبية، لكن بقي سلوك فتح تكتيكي ومناورات سياسية لإقناع الأطراف الدولية بأهميتها في السيطرة الأمنية على الضفة، ومنع تطور المقاومة وذلك عبر قمع حماس.
وتابع: “ضمن هذه المناورات التكتيكية التي تقوم بها فتح لتحسين وضعها السياسي أمام الأمريكان والعدو الصهيوني في الجانب الأمني، تدفع القضية الفلسطينية الثمن وينزف أبناء الوطن الأحرار على يد أبناء الوطن من عناصر الأجهزة الأمنية، نحن نريد لهذه الصورة أن تنقلب ونصبح خندقا واحدا في مواجهة الاحتلال، لكن ما يحدث في الأشهر الأخيرة يشير لعودة السلطة والأجهزة الأمنية لسياسة القمع والملاحقة والاعتقال والتعذيب”.
وأشار إلى أن حماس وخلال الـ35 عاما، ليس من أولوياتها الصراع الداخلي، وكانت مصرّة على تقديم أولوية مواجهة العدو، مؤكدا أن هذا المسار الذي انتهجته حماس، أصبح مقنعا للكثير من أبناء فتح والأجهزة الأمنية الذين ينخرطون في المقاومة.
وشدد على أن الأيام القادمة ستؤكد للجميع مدى صدق منهج حماس، عندما تظهر نتائج الصبر والثبات الذي قدمته حماس خلال وقوفها في الحروب والمقاومة واستعادة المقاومة دورها في الضفة، خاصة في الحفاظ على ثوابت شعبنا وقضيته من التصفية.
ورأى مرداوي أن رؤية حماس للشراكة الوطنية أننا جميعا شركاء في الوطن والنضال، وحرية العمل التي منحتها حماس لكل الفصائل تؤكد على صدق الحركة في بناء علاقات وطنية راسخة ومتينة وقائمة على الأسس المشتركة.
وأردف: “لقد ذهبت حماس بعيدا في التوافق على أشكال النضال بحيث يبدأ شعبنا حالة نضال متصاعد موحدة شريطة أن لا يكون أي خيار للمقاومة إلغاء للآخر، لكن الاتفاقيات التي تكبل البعض تجعلهم مترددين ويناورون في الخيارات عندما تقترب من المقاومة”.