نفذت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، جولة اقتحامات جديدة لباحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع تواصل الدعوات الفلسطينية للتصدي لاستفزازاتهم ومخططاتهم التهويدية.
واقتحم نحو 155 مستوطنا المسجد الأقصى خلال فترة الاقتحامات الصباحية، من جهة باب المغاربة، وبحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في ساحات الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية، فيما منعت قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى المواطنين من الدخول، ما أدى إلى انخفاض أعداد المصلين للشهر الخامس على التوالي.
وتتصاعد الدعوات الفلسطينية للتصدي لانتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة في القدس والأقصى، تزامنا مع فرض قيود إضافية على المصلين المتوافدين إلى المسجد المبارك.
وشددت الدعوات على ضرورة تحدي الاحتلال ومواجهة اقتحامات المستوطنين المتزايدة للأقصى، وأدائهم رقصات وطقوس تلمودية داخل باحاته.
وردا على قرارات الاحتلال بفرض قيود إضافية على الأقصى خلال شهر رمضان، دعت شخصيات ورموز وطنية فلسطينية إلى عدم الاستكانة لهذه القرارات، والتمسك بالحق الفلسطيني في الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية.
وأكد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح، أن المسجد الأقصى هو حقنا الإسلامي والعروبي والفلسطيني الأبدي الثابت، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يملك حق منع دخول المصلين للأقصى، لأننا أصحاب الحق الأصلي فيه.
وقال الشيخ صلاح إن “المسجد الأقصى لا يقبل تقسيمًا زمانيًا أو مكانيًا، ولنا الحق الأبدي في الصلاة بالمسجد في كل وقت”.
من جانبها، أشارت الكاتبة والمحررة لمى خاطر إلى أن الاحتلال سيعمل على قمع المصلين والمرابطين ويحاول تقليل أعدادهم في الأقصى، لكن التحدي الأساسي أمام الفلسطينيين بانتزاع حقوقهم، حتى لو اضطروا إلى الاعتصام عند أبواب الأقصى وفي شوارع القدس.
وذكرت خاطر أنه “ينبغي النظر لهذه القرارات في إطار استمرار الحرب المفتوحة على المقدسات، وفي القلب منها المسجد الأقصى”، مشددة على ضرورة انتزاع حقنا في الصلاة بالأقصى.
وفي وقت سابق، دعت قوى وطنية وإسلامية إلى الرباط في المسجد الأقصى المبارك وشد الرحال إليه خلال هذه الأيام وخلال شهر رمضان، وكسر الحصار المفروض عليه، والتصدي لقيود الاحتلال المتصاعدة تجاهه.
وأكدت الدعوات على ضرورة تكثيف التواجد في الأقصى وتجاوز قيود الاحتلال العسكرية، في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بالمسجد المبارك.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن تبني حكومة الاحتلال لمقترح الوزير المتطرف بن غفير، بتقييد دخول فلسطينيي الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، هو إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين ضد شعبنا.
وأوضحت الحركة أن هذا القرار هو انتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، ما يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة المحتلة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة صَلَف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك،
وحذرت الحركة الاحتلال من أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وأن القدس والأقصى ستبقى بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصَّلَف والعدوان.