الضفة الغربية-
سطّر أبناء حماس ومجاهدو القسام ملاحم بطولية نصرة للمسجد الأقصى المبارك، بالرباط في ساحاته والاعتكاف في مصلياته في شهر رمضان المبارك لمواجهة مخططات الاحتلال ومستوطنيه، وبالعمليات البطولية التي تستهدف الاحتلال في مختلف أماكن الضفة الغربية والقدس المحتلة، عدا عن وحدة ساحات المقاومة في الرد.
وجاء إعلان كتائب القسام اليوم ليؤكد حضورها وفعلها المتواصل انتصارا للأقصى وحرائر الضفة، وهي تزف شهداءها الثلاثة في نابلس أبطال عملية الأغوار البطولية، أصحاب الرد السريع على العدوان على الأقصى.
حشود المرابطين
ورغم تضييقات الاحتلال الإسرائيلي وتشديداته في المسجد الأقصى المبارك، ومخططات جماعاته الاستيطانية المتطرفة باقتحامات واسعة للمسجد ومحاولة ذبح القرابين بداخله، احتشد مئات الآلاف من المصلين والمرابطين والمعتكفين في باحاته ومصلياته في الفجر العظيم وصلاة الجمعة والعشاء والتروايح، وسط هتافات للضيف والمقاومة.
وبدأ الاحتلال عدوانه على المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان بهجومه على المعتكفين والاعتداء عليهم وإخراجهم بالقوة، منتهكًا حق العبادة وحريتها، إلا أن المعتكفين والمرابطين أصروا على إحياء رمضان في أقصاهم، وسط دعوات متواصلة للحشد والرباط وشد الرحال إلى المسجد من الضفة والقدس والداخل المحتل الذين لبوا النداء.
وشهدت ليلة الـ5 من أبريل الموافق 14 رمضان الماضي، اعتداء موسعا وتنكيلًا بحق المعتكفين في المسجد الأقصى والمرابطين في ساحاته، سحلت خلاله قوات الاحتلال الحرائر، واعتقلت وأصابت المئات.
وصرح حينها الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك اليوم وما ارتكبه بحق المصلين والمعتكفين هي جريمة كبرى سيرد عليها شعبنا ومقاومته بكل قوة “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
ودعا العاروري “أبناء شعبنا في كل مكان ونخص أبناء شعبنا في الأرض المحتلة عام 48 والذين تعرضوا للقمع الوحشي، مع أبناء شعبنا في الضفة والقدس للرد بكل قوة وبكل الأدوات على هذه الجريمة البشعة حتى يعلم الجميع وفي مقدمتهم الحكومة الصهيونية الفاشية المجرمة أن المس في المقدسات الإسلامية سيكون له ثمن كبير وسنحرق الأرض تحت أقدامهم”.
رد سريع
وبعد يومين من اعتداء الاحتلال على المعتكفين والحرائر في الأقصى، رد أبطال قسام نابلس بعملية إطلاق نار بطولية في الأغوار في 7 أبريل الماضي، أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين قرب مستوطنة “الحمرا” بمنطقة الأغوار الشمالية في أريحا.
وبعد حوالي شهر من عملية الأغوار البطولية، خاض أبطالها القساميين الثلاثة حسن قطناني ومعاذ المصري وإبراهيم جبر من نابلس، اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال الخاصة بعد محاصرة منزل في البلدة القديمة، ليرتقوا على إثره شهداء.
وزفت كتائب القسام إلى شعبنا وأمتنا كوكبةً من شهدائنا الأفذاذ، أصحاب الرد السريع وأبطال الانتصار للأقصى وحرائره من ضفة العياش، شهداءها القساميين الثلاثة، مؤكدة أنها ستظل على عهد الشهداء، وفيةً للمسرى والأسرى، وسيجدنا شعبنا دوماً في الصف الأول في كل ميدان للكرامة والثأر والانتصار.
وقالت: “حين نادى الأقصى وصرخت الحرائر، لاقت صرخاتهم آذاناً صاغيةً لدى رجال القسام وكل الأحرار، فكان الرد من كل الجبهات، ليعلم العدو أن الأقصى ليس وحيداً ودونه الدماء والأرواح”.
وأضاف: “لم تمر ساعاتٌ على العدوان والتنكيل بالمعتكفين وسحل المرابطات، حتى جاءت الردود مدوية، لتسيء وجوه قادة العدو، وتعلمهم درساً لا زالوا حتى اللحظة يعجزون عن استيعابه أو التصرف إزاءه”.
وحدة الساحات
وفي السادس من أبريل أطلقت المقاومة من لبنان عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات شمال فلسطين المحتلة، مما أدى لإصابة عدد من المستوطنين، ردًا على انتهاكات الاحتلال في الأقصى.
وشهدت ساحات الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل وغزة، تصاعدًا في عمليات المقاومة ردًا على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى واعتداءاته على المعتكفين والمرابطين.
ونتيجة لتصاعد المقاومة، قرر الاحتلال منح اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال الأيام العشر الأواخر من رمضان، ليحقق المرابطون والمقاومة انتصارًا للأقصى ووفاء بوعد صونه والدفاع عنه.