تشتد هذه الأيام هجمات قطعان المستوطنين الصهاينة على مقدساتنا ومساجدنا بصورة كبيرة، آخرها تمزيق وحرق المصاحف وتخريب محتويات المساجد، إذ قامت مجموعات من المستوطنين في الضفة المحتلة قبل أيام باقتحام وتدنيس المساجد، وتمزيق المصاحف في قريتي عوريف وترمسعيا بشمال الضفة في تصعيد صهيوني خطير، وضمن حملات إرهابية فاشية تقودها حكومة المستوطنين على شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا، ومساجدنا.
وفي تفاصيل الحدث الإجرامي الأخير فقد قامت مجموعات المستوطنين وبصحبتهم كلاب مسعورة باقتحام وتدنيس مساجد قرية عوريف وترمسعيا، وبصحبتهم الكلاب، ومزقوا المصاحف وألقوها على الأرض، وخرَّبوا مقتنيات المسجد ثم فروا من المكان، وهذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، إذ تعرضت الكثير من مساجد الضفة الغربية لمثل هذه الجرائم الدينية بحق المساجد في قرى الضفة المحتلة وبلداتها.
ويتزامن هذا الاعتداء الإجرامي للمستوطنين على المساجد وتدنيسها وحرق المصاحف مع هتافات للمستوطنين التي تدعو لقتل العرب والمسلمين وتتضمن شتمًا بأبشع العبارات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولديننا الإسلامي الحنيف، وهي تمهد لحرب دينية مسعورة ضد أبناء أمتنا وشعبنا الفلسطيني.
كما ركزت مجموعات المستوطنين هجماتها الإرهابية المنظمة وجملة من الاعتداءات الخطيرة على أبناء شعبنا الفلسطيني في عدد من البلدات والقرى شمال الضفة، حيث شنت هجمات منظمة استهدفت قرى حوارة، وعوريف، وجالود، ودوما، وبيتا، وبيت دجن، وقرى المغير وترمسعيا والنبي صالح، ومسافر يطا في الخليل وغيرها من القرى الفلسطينية في الضفة المحتلة.
إن جريمة اقتحام المساجد في بلدات الضفة، وتمزيق المصاحف، هي حرب دينية صهيونية، وجريمة خطيرة وهي ضمن المخططات الإسرائيلية الإجرامية التي تستهدف مقدساتنا، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، حيث مزق قطعان المستوطنين المصاحف في مساجد عوريف وترمسعيا وعلى الطرف الآخر اقتحمت مجموعات أخرى من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، ودنست عتباته الشريفة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني.
إن اقتحام المساجد وتمزيق المصاحف يأتي ضمن حرب دينية خطيرة متصاعدة على مقدساتنا الاسلامية، توفر لها حكومة نتنياهو كل الدعم والمساندة والميزانيات الكبيرة لمواصلة الهجمات على المقدسات والمساجد والمصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك.
تصعيد الحرب الدينية بحق مقدساتنا وحرق القرآن الكريم في مساجدنا يتطلب استنفار أهلنا وجماهير شعبنا في الضفة الغربية، لمواجهة الاحتلال والتصدي لجرائم المستوطنين وإشعال الأرض لهيبًا تحت أقدام المحتلين وقطعان المستوطنين.
إن هذه الحرب مستمرة منذ عشرات السنوات وتشتد يومًا بعد يوم وبشكل كثيف، إذ عقدت الحكومة الصهيونية الفاشية الشهر الماضي اجتماعًا حكوميًا رسميًا خطيرًا هو الأول من نوعه في الأنفاق الواقعة أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك في تحدٍ خطير وسافر للأمتين العربية الإسلامية وللمسلمين في أرجاء المعمورة، إذ تخلل الاجتماع الموافقة على عدد من القرارات، والمخططات الاستيطانية، ورصد مبالغ مالية ضخمة لها، لتسريع عملية تهويد المدينة المقدسة وجلب المزيد من المستوطنين، كما اقترح أحد كبار المتطرفين الصهاينة عميت هليفي من حزب الليكود الفاشي خطة تهدف لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود في عدوان غير مسبوق يستهدف إسلامية المسجد.
المطلوب من أبناء أمتنا العربية والإسلامية التحرك السريع والعاجل للدفاع على مسرى الرسول والدفاع عن مقدساتنا، والوقوف في وجه هذه الجرائم الصهيونية بحق شعبنا ومقدساتنا، ويجب أن يتحرك علماء الأمة والمؤثرون والمثقفون والفنانون وصناع المحتوى الإلكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي، لفضح جرائم المحتلين، وتوسيع مقاومة العدو الصهيوني في جميع الساحات والميادين وبجميع السبل المتاحة، والقيام بواجب الدفاع عن أرض الإسلام، وعن مسرى رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم أمام هذا العدوان المتصاعد والحرب الدينية المسعورة ضد شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا.
إن هذا التصعيد الإجرامي الإرهابي الخطير الذي تمارسة الجماعات المتطرفة بدعم من حكومة الاحتلال الصهيوني يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا للدفاع عن حرمة المساجد والمقدسات الإسلامية، وحشد الطاقات لدعم شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال.