رام الله-
إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله وعلى بعد 22 كم منها، تقع قرية المغير وتتواجد معظم أراضيها من الناحية الشرقية في منطقة العزل التي أعلنها الاحتلال عسكرية مغلقة منذ احتلاله للضفة.
تتعرض القرية لاعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، بحرق الأشجار والمركبات والمحاصيل، عدا عن منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وازدادت شراسة الهجمات مع إقامة مزيد من البؤر الاستيطانية على أراضي المغير والقرى المجاورة لها.
ويهاجم مستوطنو “جبعيت” والبؤر الرعوية المقامة على أراضي المغير، المزارعين الفلسطينيين بشكل متواصل في منطقتي عين سامية ومرج الذهب.
ونصب الاحتلال بوابة حديدية تعزل قرية المغير تماما بإغلاقها، كما أن الطرق الالتفافية والاستيطانية التهمت مساحات واسعة من أراضي المواطنين.
ثمن الوجود
وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، إن مساحة القرية 40 ألف دونم لا يسمح الاحتلال بالعمل والبناء إلا في ألف منها فقط، أي ما نسبته 2.5 % من مساحة المغير والباقي مهدد بالمصادرة.
وأوضح أبو عليا أن70% من أراضي القرية تقع شرقي الطريق الاستيطاني الالتفافي، وهي مصدر رزق أهالي القرية الزراعية.
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على تخويف المواطنين، واطلاق العنان للمستوطنين بحرق المحاصيل والمركبات، وتحطيم للممتلكات وشن هجمات على المنازل.
وأضاف أبو عليا أن قرية المغير تدفع ثمن وجودها في منطقة محاذية للأغوار التي يهددها مخطط الضم، حيث أقيمت على أراضيها بؤر رعوية استيطانية.
وأكد أن ما يجري صراع على الأرض، لكن ثقافة أهالي المغير هي مقاومة الاستيطان، وعدم القبول به ورفض وجود الغريب على أرضهم
انتهاكات يومية
من جانبه قال الناشط كاظم الحج محمد، إن قرية المغير تتعرض لانتهاكات يومية ينفذها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال بحق المزارعين.
وأشار إلى أن الاحتلال يغلق مداخل القرية منذ 15 يوماً، ونصب حواجز لإتاحة المجال للمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم باقتلاع الاشجار وبناء البؤر الاستيطانية.
ونبه إلى أن الاحتلال يمارس الضغط على شباب المغير لردعهم عن مقاومة المستوطنين والتصدي لهجماتهم، من خلال عمليات الاعتقال والتنكيل اليومية واقتحام المنازل.
أرض ودماء
وعلى أرض قرية المغير استشهد عدد من المواطنين، بينهم الطفل علي أيمن أبو عليا (13 عاما)، وليث هيثم أبو نعيم 16 عاماً، وأمجد نشأت أبو عليا (16 عاما)، والشاب رائد غازي النعسان 21 عاماً.
وتشن حكومة الاحتلال وأذرعها الاستيطانية حرباً على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
وإلى جانب شرعنة البؤر الاستيطانية، والسماح للمستوطنين بالعودة للمستوطنات المخلاة في الضفة، ومدها بالبنية التحتية تعمل حكومة الاحتلال على تشجيع وتوجيه المستوطنين لشن هجمات بحرق وتحطيم ممتلكات الفلسطينيين في القرى التي أقيمت على أراضيها مستوطنات.