توافق اليوم الذكرى السنوية ال20، لاستشهاد القسامي المجاهد مصعب إبراهيم جبر من مخيم جنين، والذي استشهد بتاريخ 28/4/ 2003.
وينحدر الشهيد مصعب من مخيم جنين لأسرى مجاهدة صابرة، فأبوه الشيخ إبراهيم جبر، أحد قادة حركة حماس في جنين، والذي اعتقلته قوات الاحتلال في شهر أبريل 2022، خلال الاجتياح الكبير، بعد أن نفذت ذخيرة المقاومة، واعتقل حينها مع ابنه الشهيد مصعب، وبقي رهن الاعتقال فيما أفرج عن ابنه بعد ذلك.
جده لأبيه استشهد في حيفا عام 1946 خلال قيام منظمة الهاجاناه الصهيونية بتفجير قطار عربي في محطة القطارات بالمدينة، أما جدته لأبيه سعدة جبر فقد استشهدت في الانتفاضة الأولى عندما تعرضت للضرب المبرح على أيدي جنود الاحتلال، خلال مداهمتهم لبيتها بحثا عن ابنها المطلوب آنذاك محمد.
دخل والده سجون الاحتلال الإسرائيلي 12 مرة على خلفية نشاطه في حركة حماس، وكان الاعتقال الأول عام 1976، وتعرض الشيخ إبراهيم لمحاولة اغتيال منتصف عام 2001، حينما وضع الاحتلال عبوة ناسفة داخل منزله في المخيم، إلا أنها انفجرت في وقت لم يكن فيه موجودا في البيت.
وانتمى الشهيد القسامي مصعب إلى أسرة عاشقة للمقاومة، فقد قام والده الشيخ إبراهيم جبر في أعوام السبعينات بأخذ ذهب والدته دون علمها وبيعه من أجل شراء السلاح، وذلك في زمن عز فيه المال وعز فيه السلاح.
قناص المخيم
ويُعرف عن الشهيد مصعب أنه قناص، ورغم صغر سنه إلا أنه تدرب على فنون القتال، ورغم سياسة الحركة في عدم تشغيل صغار السن في العمل العسكري، إلا أنه أظهر شجاعة منقطعة النظير وقدرة باهرة في ضرب العدو.
وجاوز الشهيد القسامي عمره بكثير، وكان عمله المقاوم خير دليل على أن لظى الجيل القادم ستكون أشد على المحتل، وأن جذوة المقاومة لا يمكن أن تنطفئ.
ونجح مصعب في قتل أول جندي صهيوني خلال الاجتياح الذي سبق الاجتياح الكبير في أبريل 2002، وذلك حين تحصن جنود الاحتلال في منزل الشيخ تايه بالمخيم، حيث اقترب شهيدنا من المنزل وقام بقنص أحد الجنود من شرفة البيت فأرداه قتيلا، وذلك بحضور عدد من المقاومين الذين باركوا له فعلته.
وفي الاجتياح الكبير في أبريل 2002، أبلى الشهيد القسامي مصعب بلاء حسنا، وأصر على المشاركة فيه رغم عدم مضي أيام على إجرائه عملية جراحية في بطنه، ونصحه الجميع بالخروج لأن جسده لن يحتمل المشقة في الجهاد، لكنه أصر على ألا يكون من المتخلفين عن الجهاد والمقاومة.
استشهاده
وبدأت قصة استشهاده حين اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين، من أجل اعتقال قائد في سرايا القدس، فاتصل به أحد مقاتلي السرايا، وقال له يا مصعب نحن محاصرون وكان صديقا له، عند ذلك لم يتمالك نفسه وخرج مسرعا نحو المنزل المحاصر، وبدأ بإطلاق النار على الدبابة بكثافة وهو يتقدم نحوها.
لكن دبابة أخرى باغتته من الخلف، فأصيب بداية في يده، إلا أنه لم يتوقف عن الهجوم، إلى أن أتى الرصاص على رجله فصدره وفخده، فسقط شهيدا مقبلا غير مدبر.
وارتقى مصعب إلى العلا ومعه ذكريات كبيرة تروي قصة فارس عظيم في زمن السقوط، واستشهد وهو في السادسة عشر من العمر، ليكن دليلا على أن العمر لا يقاس بالسنين.