الخليل-
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 على عملية الشهيد القسامي عبد المعطي شبانة من مدينة الخليل، والذي قام بتفجير نفسه داخل حافلة صهيونية قرب مجمع “كلال” بالقدس المحتلة، ما أسفر عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة العشرات.
ولد الشهيد عبد المعطي محمد صالح شبانة في حي جبل الرحمة وسط مدينة الخليل، بتاريخ 18 أيار/ مايو 1985، وكان الأخ الأصغر لثمانية من الإخوة والأخوات، وتوفي والده قبل انتفاضة الأقصى، وكان أصغر إخوته والمدلل لدى عائلته، وفي ونفس الوقت تعلق قلبه بحب الشهادة.
التأثر بالشهداء
اتسم عبد المعطي بالهدوء والتدين والأخلاق الحميدة، وكان من الملتزمين بصلاة الجماعة في المساجد، ولاقى قبولا وحبا من جميع من تعامل معه، وحرص على مساعدة الآخرين، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه.
تأثر شهيدنا القسامي باستشهاد أصدقاء له كانوا تلاميذ معه على مقاعد الدراسة، كما كان يقارع الاحتلال بحجارته بجرأة دون خوف أو تردد.
وجاءت عملية الاستشهادي عبد المعطي شبانة في أوج انتفاضة الأقصى، بعدما توعدت حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، بالانتقام ردا على محاولة فاشلة من قوات الاحتلال باغتيال الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي بتاريخ 10/6/2003.
صاحب الرد السريع
وصدقت كتائب القسام الوعد وكان الرد في اليوم التالي والمنفذ كان شهيدنا عبد المعطي من خليل الرحمن، وسجل شهيدنا شريط فيديو ووضع وصيته لأبناء شعبه من قياديين وعسكريين وسياسيين وقال إن “رده سيكون موجعا على ما اقترفه شارون من مجازر ضد الشعب الفلسطيني”.
واستفاق عبد المعطي صباح يوم العملية واستحم وصلى الفجر، وعند الساعة العاشرة خرج من المنزل، وطلب من والدته بإلحاح الدعاء له، بأن يوفقه الله في امتحانه القادم، حيث كان طالبا في الثانوية العامة وقدم ثلاثة امتحانات، ولكنها لم تعلم أنه يطلب منها الدعاء له بالنجاح في تنفيذ العملية.
وقبل خروج شهيدنا سألته والدته عن وجهته، فأشار إليها إلى أنه سيذهب إلى المكتبة، لتصوير أسئلة مادة الإنجليزي كي يكثف دراسته على المادة، وقد حمل كتاب المادة والأسئلة وذهب!
وصل شهيدنا إلى مدينة القدس المحتلة وتمكن من تفجير نفسه في حافلة ركاب إسرائيلية عند الساعة الخامسة والنصف إلا بضع دقائق من مساء يوم الأربعاء الموافق 11/6/2003، قرب مجمع “كلال في المدينة المحتلة، واعترف الاحتلال بمقتل 17 إسرائيليا وإصابة العشرات.