تصاعدت همجية الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في مدينة القدس المحتلة خلال عام 2022، فقد شهد منتصف نيسان/ أبريل الماضي، مواجهات هي الأعنف على مدار العام في باحات المسجد الأقصى، واعتدى فيها جنود الاحتلال على المصلين عقب اقتحام المصلى القبلي وإطلاق قنابل الغاز والأعيرة المطاطية عشوائياً صوبهم.
وأسفرت هذه المواجهات عن إصابة نحو 158 فلسطينياً واعتقال 470 آخرين، أُفرج عن غالبيتهم لاحقاً، عدا على الأضرار الفادحة التي لحقت بالمصلى القبلي.
وتواصلت محاولات تهويد المسجد الأقصى والتغلغل الاستيطاني في القدس المحتلة على مدار عام 2022، إلى جانب الاستهداف المتصاعد للمنهاج الفلسطيني وعمليات التهجير التي لا تتوقف.
تكثيف الاقتحامات
شهد 2022 تكثيف جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة لدعوات واقتحام المسجد الأقصى، في ظل التنافس الكبير بين أحزاب الاحتلال بانتخابات الكنيست، والتي أفرزت مؤخراً عن تقدم للأحزاب اليمينية المتطرفة والمشكلة للحكومة حديثاً.
ومع كل عيد يهودي، يعود المستوطنون بتغولهم ضد المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، وتحديداً المسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع تنامي أداء الطقوس التلمودية وتدنيس ساحاته.
وبات الوزير بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير يعكف على تنفيذ سياسات متطرفة في القدس، وهو العضو الفاعل في جماعات الهيكل المزعوم والمساهم في تأسيس واحدة من أكثرها تطرفاً، وهي جماعة لاهافا وتعني بالعربية “اللهب”.
مشاريع استيطانية
شهد عام 2022 إقرار عدة مشاريع استيطانية، بينها إضافة 4900 وحدة استيطانية بالقدس، وإقرار بناء 9 آلاف وحدة أخرى في منطقة عطروت شمال المدينة المحتلة.
إلى جانب إقرار المشروع الاستيطاني “وادي السيليكون” على مساحة 710 دونمات في حي وادي الجوز بالقدس، بالإضافة إلى تحويل كل من حي الشيخ جراح وبلدة سلوان إلى أحياء مختلطة عبر زرع مزيد من المستوطنين وإصدار أوامر بإخلاء الفلسطينيين أو هدم منازلهم.
وتم تسجيل 138 حالة هدم في القدس خلال عام 2022، و273 حالة اعتداء من المستوطنين على أراضي وممتلكات الفلسطينيين.
التهجير والتكبيل
يحيط خطر التهجير القسري بنحو 7500 فرد يعيشون في 6 أحياء ببلدة سلوان، وهؤلاء مهددون إما بهدم منازلهم بحجة البناء دون ترخيص أو بإخلائها وطردهم لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وخلال عام 2022 عقدت جلسات محاكمة لبعض عائلات الأحياء المهددة، ولأهالي أراضي حي وادي الربابة في البلدة ذاتها والتي تسعى سلطات الاحتلال إلى إحكام قبضتها عليها تمهيدا لتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة في بقعة إستراتيجية تقع مقابل المسجد الأقصى.
وضمن استهداف العملية التعليمية، كبلت سلطات الاحتلال عمل مدرستين في القدس خلال عام 2022، بسحب التراخيص الدائمة منهما وتحويلها إلى مؤقتة بادعاء احتواء المناهج الفلسطينية التي تدرسها للطلبة على “تحريض ضد الدولة والجيش الإسرائيليين في الكتب المدرسية”.