صباح الرابع عشر من أكتوبر عام 2001، كان أزيز رصاص الغدر ينطلق نحو هدفه ليقبض روح شخص عاش بطلا ومات بطلا.
لم يكن يعرف أهالي مدينة قلقيلية أن زخات الرصاص التي سمعت بشكل واضح في أحيائها أنها اغتالت الشهيد القسامي عبد الرحمن حماد أحد قادة عزالدين القسام.
كانت المسبحة بيده عندما اخترقا رصاصات قناص حاقد صدره العامر بالقران يسبح الله بكرة واصيلا فهو تعود في مثل هذا الوقت ومنذ سنوات التحاقة بركب الدعوة أواسط الثمانينات إلى القيام بهذا الورد اليومي.
محطات بحياة الشهيد
التحق الشهيد عبد الرحمن بركب الدعوة في بداية الانتفاضة الأولى وكان عمره وقتها لا يتجاوز الستة عشر عاما، انتفض مع المنتفضين واعتقلته القوات الصهيونية وداخل اقبية التحقيق وكان ضباط المخابرات يرتعدون منه ويحسبون له ألف حساب.
عاقبوه وأبعدوه إلى مرج الزهور وكان علما في جامعة مرج الزهور وخادما لرجال الدعوة هناك، عاد إلى أرض الوطن وبعد زواجه بأسبوعين اعتقل لمدة ستة سنوات وأنجبت زوجته الطفلة يقين في غيابه وبعد خروجه من السجن في يوم الاسراء والمعراج وهو اليوم الذي استشهد به بعد عام من خروجه من السجن.
كانت انتفاضة الأقصى في بدايتها اثناء خروجه من السجن، وبعد عدة أشهر بدأت الحكومة الصهيونية تتعقبه لاغتياله او اعتقاله طالبت أجهزة السلطة باعتقاله واعتقل فترة قصيرة ثم أطلق سراحه.
جن جنون الصهاينة وجندوا أحد أقربائه لمراقبته، ونجح العميل من رصد تحركاته وأبلغ الصهاينة بأخباره أولا بأول، يقول الشيخ ياسر حماد: “تم رصد اخي الشهيد بدقة متناهية من قبل عميل من اقربائي حيث اعترف العميل بذلك واعتقل من قبل السلطة واثناء اجتياح قلقيلية في شهر اذار الماضي استطاع الجيش الصهيوني ان يطلق سراحه وهو الآن داخل الكيان الصهيوني”.
ؤبعد العمليات الاستشهادية التي انطلقت من قلقيلية من قبل الاستشهادي فادي عامر منفذ عملية الهجرة النبوية في الثامن والعشرين من شهر اذار من العام الماضي وعملية تل الربيع في الفاتح من شهر حزيران من العام الماضي والتي نفذها الاستشهادي سعيد الحوتري والتي قلبت الموازين على الأرض، اعتبر الجيش الصهيوني أن الذي يقف وراء هذه العمليات الشهيد القسامي عبدالرحمن حماد و منذ ذلك الوقت وضع على قائمة الاغتيالات الملحة، وحين اغتياله من وحدة الغدعونيم قال الصهاينة وقتها: “لقد انتهينا من شخص خطير أودى بحياة العشرات من الصهاينة”.