الضفة الغربية-
توافق اليوم الذكرى ال21 لارتقاء الاستشهادي القسامي محمد هزاع الغول 24 عاماً، من مدينة طوباس، بعد أن نفذ عملية استشهادية قتل فيها 20 مستوطنًا بينهم جنود وجرح أكثر من 74 آخرين، قرب القدس المحتلة.
سيرة بطل
ولد محمد هزاع الغول عام 1978م، في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لأسرة مجاهدة وله خمسة أخوة، كان أصغرهم سنًا.
حفظ الغول كتاب الله في سن مبكرة، وكان ملتزما بالمسجد ودروس العلم فيه؛ فعمل مع ثلة من إخوانه على تطوير العمل الدعوي الإسلامي، وكان محبا للمشاركة في فعاليات حركة “حماس” المقاومة للاحتلال.
كتلة النجاح
تميز الغول بتفوقه في تحصيله الدراسي، والتحق عام 1997 بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، فانتقل للسكن في مدينة نابلس لمتابعة دراسته، وأصبح أميرًا للكتلة الإسلامية فيها.
وفي عام 2001 التحق الغول بدراسة الماجستير في كلية الدراسات العليا تخصص شريعة بجامعة النجاح الوطنية.
عرفت محافظة طوباس الغول جيدا، حيث لا يكاد يخلو نشاطا لحركة “حماس” من وجوده.
شهادة تؤلم الاحتلال
قرر الغول أن يلقن الاحتلال درسًا قاسيًا، على جرائمه بحق الفلسطينيين، فصلى فجر الثلاثاء الموافق 18-6-2002م، وتوجه صائمًا إلى القدس المحتلة، وهناك اختار هدفه وهو الحافلة رقم (32).
واستقل الغول الحافلة خارج مستوطنة “جيلو” بين القدس وبيت لحم وهي متوجهة إلى القدس المحتلة، وفجر نفسه فيها أثناء توقفها عند إشارة ضوئية جنوبي المدينة المقدسة، وقد دمر الانفجار الحافلة التي كانت تكتظ بجنود الاحتلال والمستوطنين، وتناثرت أجزاؤها في المنطقة، وارتقى للعلياء شهيدا.
عهد الشهداء
ويوم حفل تخرجه ألقى الغول كلمة الخريجين في جامعة النجاح، وذكر شهداء كلية الشريعة من زملائه وأحبّته، فتحدّث عن شهداء القسّام القادة من حفظة القرآن وأدّى التحية لرفاقه كريم مفارجة وطاهر جرارعة ومحمود المدني، وعاهدهم على البقاء على طريقهم والسير على نهجهم، وتحدّث عن ثقافة الاستشهاد وفلسفة الموت في طلب الحياة، وردّد بعباراتٍ مختصرة على من يُنكِر على الفلسطينيين جهادهم حين قال: “نحن لا نردّد أغنية الموت بل نتلو أناشيد الحياة، ونموت لتحيا الأجيال من بعدنا”.
ومما ذكره الغول في وصيته: “ما أجمل أن أكون الرد، وتكون عظامي شظايا لتفجر الأعداء، ليس حباً في القتل ولكن.. لنحيا كما يحيا الناس”.