الضفة الغربية-
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 لارتقاء القائد القسامي يوسف السركجي. والذي ارتقى بعد تسلل قوات خاصة إسرائيلية. لشقة سكنية كان قد تحصن بها برفقة مجموعة من المجاهدين.
سيرة القائد
ولد يوسف خالد السركجي “أبو طارق” في مدينة نابلس عام 1961. وسط عائلة ملتزمة تتجذر فيها الأخلاق الإسلامية السامية. فقد نشأ وترعرع على أخلاق الإسلام ومبادئه ف حداثة سنه.
تلقى دراسته الأساسية والثانوية في مدارس المدينة. ثم نال شهادة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية بعمان.
وفي الأردن، التقى ودرس على يد علماء بارزين. منهم الشهيد الدكتور عبد الله عزام والدكتور أحمد نوفل. والدكتور فضل عباس والدكتور محمد عويضة.
ثم نال درجة الماجستير في الشريعة بعد عودته إلى فلسطين. من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.
عمل إماما وخطيبا في عدة مساجد قبل أن يستقر به المقام في مسجد السلام. وهناك نشأ على يديه جيل من الشباب المسلم الذي حمل هم دينه ووطنه وشعبه.
ومن بينهم الشهيدان جاسر سمارو ونسيم أبو الروس. الذين كان لهما شرف مرافقته في سجنه ومطاردته واستشهاده.
حياته الجهادية
اعتقله الاحتلال خلال شبابه مراتٍ عدة، كما كان من أبرز مبعدي مرج الزهور. وعُرف هناك بنشاطه الرياضي وخاصة رياضة المصارعة الحرة. واعتقل بعد عودته من مرج الزهور في سجون الاحتلال.
وخضع السركجي لتحقيقٍ قاسٍ حتى تدهورت صحته. ثم أطلق سراحه وأبعد إلى قطاع غزة. ومن هناك أعيد إلى نابلس وأدخل للمشفى وتم استئصال إحدى كليتيه.
تعذيب السلطة
كما اعتقل الشهيد السركجي لدى أجهزة السلطة. بعد اكتشاف معملٍ للمواد المتفجرة في منطقة وادي التفاح بنابلس. وتدهورت صحته مرةً أخرى من شدة التعذيب.
كما نقل من سجن جنيد إلى أريحا وتم توجيه تهمٍ له بالعمل في قيادة كتائب القسام في الضفة.
بعد قصف الاحتلال لعددٍ من مراكز الاعتقال التابعة للسلطة إبان انتفاضة الأقصى. تم إطلاق سراحه. واختفى مع عددٍ من مجاهدي كتائب القسام في الضفة الغربية.
وكان أقسى ما في نهاية هذا الاعتقال أنه حُرم هو وعائلته فرصتهم الأخيرة من أن يمارسوا حياة أسرية طبيعية. حيث كان الخيار الوحيد المتاح أمامه بعد أن أطلق سراحه أن يعيش مطاردًا. وكان هذا منذ بداية شهر أيار 2001 وحتى تاريخ استشهاده.
وعاش مع إخوانه المطاردين أياما في العراء وتحت البرد القارس لا يجدون ما يلتحفونه أو يقتاتونه.
ومع هذا لم تفت هذه المعاناة القاسية من عضد السركجي. ولم تجد طريقا لتنال من عزمه. فقد كان صاحب يقين عال. وثقة بقضاء الله وقدره وإرادته التي تهيمن على كل أمر.
السركجي شهيدا
في 22 من يناير مطلع عام 2002 استيقظت فلسطين على مجزرة مروعة. حيث تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة إلى المدينة من جهة الشمال. وطوقت شقة سكنية تقع في الدور الأرضي. من بناية مؤلفة من تسع طبقات في شارع عصيرة في الجبل الشمالي.
واقتحمت قوات الاحتلال الشقة التي تواجد بداخلها أربعة من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام. إضافةً للشيخ يوسف السركجي. كان معه حينها “نسيم أبو الروس” و”جاسر سمارو” و”كريم مفارجة”. ثم اغتالتهم بدمٍ بارد.
شيعت نابلس شهداءها العظام في ذلك اليوم. والحزن يسكن القلوب والمدامع على فراق نجوم كتائب الشهيد عز الدين القسام. وشيخها الداعية الحنون.