الضفة الغربية-
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 لاستشهاد القسامي المجاهد جاسر سمارو الذي يعدّ أحد نجوم تصنيع العبوات الناسفة في شمال الضفة الغربية، وذلك إثر عملية اغتيال نفذتها قوات خاصة إسرائيلية عندما كان مطاردا برفقة ثلة من المجاهدين.
سيرة الشهيد
ولد الشهيد القسامي جاسر سمارو في مدينة نابلس، لعائلة محافظة مكافحة، له من الإخوة شقيق واحد واثنتان من الأخوات.
ورغم التحاق شهيدنا المجاهد بجامعة القدس المفتوحة تخصص الشريعة الإسلامية؛ إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يمارس هوايته التي يبدع فيها بتصنيع الدوائر الكهربائية وصولا إلى تصنيع العبوات الناسفة مع رفيق دربه الشهيد نسيم أبو الروس ليصبح بعدها متمرسا في التصنيع ملاحقا من قبل الاحتلال وأجهزة السلطة.
حياته الجهادية
بدأت مسيرة شهدينا الفعلية في صفوف كتائب القسام في مطلع عام 1994 مع رفيق دربه وجاره الأسير عثمان بلال الذي اتهم في تلك الفترة بالوقوف وراء عمليتي ديزنغوف الشهيرتين عام 1995 واللتين أدتا إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال والمستوطنين.
اعتقل سمارو إلى جانب العشرات إثر تلك العملية، إلا أنّ صموده الأسطوري في التحقيق حال دون إدانته وإثبات علاقته بتلك العمليات ليحكم عليه مدة 15 شهرا وليفرج عنه بعدها.
بعد الإفراج عنه عام 1996، عاد سمارو مجددا للالتحام في صفوف كتائب القسام وأنشطتها دون النظر إلى ما لحق بصديقه عثمان بلال أو يرتدع لما حصل له، وليكمل المشوار هذه المرة مع جاره الآخر معاذ ولتبدأ مسيرة من العطاء والجهاد مع قادة آخرين من أمثال الشهيد القسامي محمود أبو الهنود.
قام سمارو بقيادة القسامي الشهيد يوسف السركجي والأسير عمار الزبن بتأسيس وتشكيل خلية شهداء من أجل الأسرى بهدف تنفيذ عمليات استشهادية وأسر جنود للعمل من أجل إطلاق سراح الأسرى، وانتقلوا من مرحلة التخطيط إلى مرحلة الفعل من خلال إقامة مصنع للمتفجرات في منطقة وادي التفاح في مدينة نابلس.
اكتشفت أجهزة أمن السلطة أمر المصنع وعمدت إلى مصادرة المئات من المواد المجهزة لتصنيع المتفجرات وقامت باعتقال أفراد المجموعة وأخضعتهم للتعذيب الشديد في سجونها على خلفية ذلك.
وقد كانت عملية “محنى يهودا” التي نفذها خمسة استشهاديين من بلدة عصيره الشمالية في عام 1997 من أهم وأدق عمليات المجموعة قبل كشفها، حيث اعتبرت تلك العملية والتي كان سمارو أحد مخططيها من أكثر العمليات إحراجا وإيلاما للعدو، إلى درجة أنه عجز عن كشف تفاصيلها لأكثر من 30 يوما.
اعتقل المجاهد معاذ بلال في سجون الاحتلال إثر كشف أمر الخلية وبعد تنفيذ تلك العمليات الجريئة واعتقال عمار الزبن أثناء عودته على الجسر من الأردن، فيما نال سمارو ورفاقه مصير الاعتقال لدى أجهزة أمن السلطة وبقوا في سجونها حتى بدايات انتفاضة الأقصى وليفرج عنهم خشية تصفيتهم بقصف السجون في حينها.
سمارو شهيدا
وظل شهيدنا المجاهد إلى جانب بعض القادة الميدانيين يذيقون العدو الويلات ملاحقين ومطاردين إلى أن جاء فجر يوم 22/1/2002 لتغتاله قوات الاحتلال مع ثلة من الأبطال بعد أن حاصرت بناية يتحصنون بها.