القدس
توافق اليوم 28 من سبتمبر، الذكرى الـ 22 لاندلاع انتفاضة الأقصى المباركة وذلك عام 2000، حين اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم أرئيل شارون، باحات المسجد الأقصى.
وقد أشعل اقتحام المسجد وتدنيسه من قبل شارون، نار الغضب في صدور الفلسطينيين، لتندلع مواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال.
وتأتي ذكرى الانتفاضة هذا العام، مع تصاعد اعتداءات الاحتلال بحق الأقصى، كان آخرها اقتحامات بأعداد كبيرة للمسجد خلال أمس وأول أمس، في ذكرى ما يسمى رأس السنة العبرية، والنفخ في البوق في ساحاته.
ولا يزال الفلسطينيون عامة والمقدسيون على وجه الخصوص، يتصدون لاعتداءات الاحتلال فيه، حيث يحتشد المئات منهم، كل جمعة، لأداء صلاة الفجر العظيم، وصلاة الجمعة، وسط تضييقات الاحتلال، ومنعه لأعداد كبيرة من فلسطيني الضفة والداخل المحتل، من دخول مدينة القدس.
واستشهد خلال المواجهات التي اندلعت في 28 من سبتمبر عام 2000، 7 مواطنين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا، وشهدت مدينة القدس لاحقا، مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات.
وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسميت بـ”انتفاضة الأقصى”، حيث تميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة أعمال المقاومة المسلحة التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.
مقاومة مسلحة
ونفذت المقاومة عمليات تفجير وإطلاق نار استهدفت مواقع الاحتلال والمستوطنين في كافة مناطق فلسطين المحتلة قتل خلالها 334 جنديا إسرائيليا و735 مستوطناً.
إضافة الى إصابة 4500 مستوطن آخرين وعطب 50 دبابة من نوع ميركافا وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلالها بعدّة اجتياحات نفذتها قوات الاحتلال الى جانب المواجهات، واستشهد 4412 فلسطينيا بالإضافة إلى 48322 جريح، كحصيلة لاجتياحات قوات الاحتلال وعمليات الاقتحام اليومية.
وكان من أبرز أحداث انتفاضة الأقصى اجتياح مخيم جنين ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلية، إضافة إلى 58 جنديا، وإصابة 142 جنديا في المخيم.
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
وعمل شارون على اغتيال أكبر عدد من قيادات الصف الأول، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وكان في مقدمتهم مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعدد من كبار قيادات الحركة.
بالإضافة للقائد أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحصار ياسر عرفات في رام الله حتى استشهاده.
وفي عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء جدار الفصل العنصري لمنع دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الى القدس والأراضي المحتلة عام 48، وشهدت الانتفاضة الثانية تطورا في أدوات المقاومة الفلسطينية، التي عملت على تطوير أجنحتها العسكرية.
ورغم توقف انتفاضة الأقصى في 8 فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين السلطة والاحتلال بقمة “شرم الشيخ” المصرية، إلا أنها لم تتوقف على أرض الواقع ولا يزال امتداد الانتفاضة والثورة الفلسطينية مستمرة حتى يومنا هذا.