القدس المحتلة-
توافق اليوم الذكرى السادسة لهبة “باب الأسباط” أو مع عرف هبة “البوابات الإلكترونية” بمدينة القدس المحتلة، والتي ثار فيها المقدسيون ضد قرار الاحتلال نصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
ففي تاريخ 14 تموز/ يوليو 2017، انتفض المقدسيون ضد قرار سلطات الاحتلال نصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لفرض واقع جديد ضمن مساعي فرض السيطرة المطلقة على الأقصى.
ورفض المقدسيون العبور عبر البوابات، لمواجهة سياسات الاحتلال ومخططات التهويد، وأمام صمود المقدسيين وإصراراهم؛ تراجعت السلطات الإسرائيلية واضطرت إلى الانصياع وأزالت البوابات الإلكترونية بتاريخ 24 تموز/ يوليو 2017.
بداية المعركة
بدأت معركة “البوابات الإلكترونية” حينما أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل، ومنعت المصلين من دخوله لأداء صلاة الجمعة في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967، عقب عملية بطولية نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم، وأسفرت عن استشهادهم ومقتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة آخر.
وعقب إغلاق الاحتلال للأقصى لمدة يومين، قررت حكومة الاحتلال إعادة فتح أبواب المسجد للصلاة فيه، لكن مع استمرار تركيب البوابات الإلكترونية لفحص المصلين الداخلين للصلاة، إلا أن المقدسيين وكافة المؤسسات والمرجعيات الدينية رفضت هذه الخطوة.
وبدأت المواجهات والاعتصامات والتجمعات الكبيرة وأداء الصلوات على أبواب الأقصى وفي الشوارع المحيطة، وخاصة باب الأسباط الذي أصبح أيقونة لتلك الهبة.
وأثبتت الهبة أن الزخم الشعبي والصمود المقدسي فعّال في التصدي لعنجهية الاحتلال وغطرسته، وإرغامه على التراجع عن إجراءاته التهويدية في الأقصى.
وشكّل الردع الجماهيري وسيلة لحماية الأقصى من مخططات الاحتلال في استهدافه، ومحاولات طمس هويته الإسلامية وتزوير الحقائق على الأرض.
خطر قائم
وبعد ست سنوات على معركة البوابات، تتزايد المخاطر على المسجد الأقصى المبارك في ظل مساعي الاحتلال لتقسيمه زمانيا ومكانيا وفرض اقتطاع مساحة تبلغ أكثر من نصف مساحته لصالح المستوطنين.
وتواصل سلطات الاحتلال تعطيل 27 مشروعا من مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك، وفرض قيود على إجراء إصلاحات مهمة في المسجد.
وتشمل المشاريع إصلاح تمديدات للمياه، وسطح المسجد الأقصى، وتبديل قبة الرصاص، وإصلاح أرضية المسجد، وفيما يحتاج المسجد لصيانة مستمرة بحرية كاملة، دون تدخل أو قيود من الاحتلال.
ويسعى الاحتلال لفرض سيادته على المسجد الأقصى، من خلال منع أو السماح بأي عمل داخل المسجد.
وأمام هذا الخطر الكبير المحدق، تتواصل دعوات الحشد والرباط لحماية المسجد المبارك، وللتأكيد على هويته الإسلامية، ورفض كامل مخططات الاحتلال لتقسيمه أو تهديده.
ويحاول الاحتلال عرقلة وصول المقدسيين والحد من أعدادهم في مختلف الصلوات، إلا أنهم يصرون على إعمار مسجدهم المبارك، بأعداد كبيرة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على أن قضية القدس والمسجد الأقصى هي قلب الصراع، ومحور ارتكاز ارتباط الأمة والشعب الفلسطيني بقضية فلسطين، وإن القدس والأقصى خط أحمر، محذرة الاحتلال من المساس بهما، وإنها ستعمل بكل قوة لحمايتهما مهما كان الثمن، من كل مشاريع الاحتلال سواء الرامية لتقسيم الأقصى أو تهويد القدس