الضفة الغربية-
كشعلة لا تطفئ تمضي المقاومة في الضفة الغربية، وفي مخيماتها لا يزال اللاجئون يحملون بندقية المقاوم، وعيونهم إلى أرضهم وقراهم التي هجروا منها قسراً.
يوجد في الضفة الغربية 19 مخيماً للاجئين، يعيش فيها نحو مليون لاجئ فلسطيني يعانون من مصاعب معيشية وتغول الاحتلال، إلا أن 75 عاماً على النكبة لم تنسهم أرض فلسطين، وحقهم المسلوب وراء الجدار.
ومن بين 117 شهيداً ارتقوا في الضفة منذ بداية العام 2023، عشرات الشهداء اللاجئين كان آخرهم الشهيد الشاب صالح صبرة من مخيم عسكر في نابلس.
رأس الحربة الضارب
يرى الكاتب والمدون سري سمور الذي عاش 28 عاماً في مخيم جنين، أن اللاجئين في مخيمات الضفة هم رأس الحربة الضارب، حالهم كحال المسلمين الذين طردوا من الأندلس إلى المغرب العربي، وقادوا من هناك معارك الثأر والانتقام من عدوهم.
وأوضح أن سكان مخيمات الضفة الذين رحلوا قسراً من النقب والجليل، ومناطق حيفا ويافا، وبئر السبع، التحقوا بالمقاومة مبكراً قبل النكسة لأنهم كانوا الأعرف بفلسطين المحتلة.
وأضاف أن قادة العمل المقاوم اليوم في الضفة معظمهم من اللاجئين، لأن المخيمات تمثل تذكير دائم ومستمر بالنكبة، ومن الطبيعي أن يكون أهلها في طليعة المقاومة.
جيل مقاوم
ونبه سمور إلى أن الجيل الجديد في مخيمات الضفة لا يستهان به لأنه مر بتجربة تراكمية مع الاحتلال، ولا يخلو بيت من شهيد أو أسير أو جريح.
وأكد أن المخيمات ستبقى النواة الصلبة للعمل المقاوم، داعياً لعدم انحسار المقاومة فيها وتوسيعها إلى مناطق أخرى.
كما شدد على أهمية زيادة الوعي والتثقيف بفلسطين التاريخية والمناطق التي هجر منها اللاجئين وتفاصيل النكبة، من قبل الأسرة والمدارس والتنظيمات والسوشيال ميديا والدراما.
وقال سمور إن أبرز المخاطر التي يتعرض لها اللاجئين هي الاحتلال، وقلة الدعم والإسناد العربي والاسلامي، خاصة لمن يدمر منازلهم ويستشهد أبنائهم.
نبض الأحرار
ورغم محاولات السلطة والاحتلال وأد المقاومة في الضفة الغربية، إلا أن مخيماتها وخاصة في نابلس وجنين وأريحا والخليل وطولكرم لا تزال تنبض بالمقاومة.
ومع كل اقتحام واعتداء من الاحتلال، يكون أبناء المخيمات في مقدمة أصحاب الثأر ويبعثون للاحتلال برسائل من نار عبر فوهات بنادقهم.
حركة حماس وفي بيان لها، جددت التأكيد على أنه لا شرعية ولا سيادة للاحتلال الصهيوني على أي جزء من أرضنا التاريخية المباركة؛ ودرّة تاجها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولن يفلح الاحتلال في طمس معالمهما وتهويدهما، وسيمضي شعبنا مدافعاً عنهما بالمقاومة الشاملة، حتى تحرير كل فلسطين من بحرها إلى نهرها.
وأكدت حماس أن الاحتلال هو السبب الرّئيس والمسؤول عن استمرار معاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات داخل فلسطين وخارجها، وأنَّ عودتهم إلى ديارهم التي هجّروا منها حقّ مقدّس لن نقبل التنازل أو التفريط فيه، ونجدّد دعوتنا إلى توفير الحياة الحرّة الكريمة لكل اللاجئين حتى عودتهم إلى أرض الوطن.
وأضافت أن عدوان الاحتلال المتواصل منذ 75 عاماً، يشكّل وصمة عار على جبين الصامتين والمتقاعسين في تجريم إرهابه وفضح إجرامه ووقف عدوانه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وإنَّ الانحياز للاحتلال وسياسة ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول في التعامل مع قضيتنا العادلة، تعدّ خطيئة كبرى، ندعوها إلى التكفير عنها بإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من انتزاع حقوقه وتقرير مصيره.
كما دعت جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى مواصلة صمودهم ونضالهم وتمسّكهم بحقوقهم وثوابتهم وهُويتهم الوطنية، وتعزيز التفافهم حول خيار المقاومة بأشكالها كافة، حتى تحرير الأرض والقدس، والمسرى والأسرى، وتحقيق العودة إلى فلسطين.
وطالبت المجتمع الدولي، وأمّتنا العربية والإسلامية، قادة وشعوباً، بتعزيز التضامن والتأييد لنضال شعبنا الفلسطيني، وتفعيل كل أشكال الدعم له، وتمكينه من الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه ومقدساته، وتقرير مصيره بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.