ارتفعت حصيلة عمليات الاعتقال في الضّفة الغربية المحتلة بعد السابع من أكتوبر أكثر من (9000) حالة، وذلك بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين 20 مواطناً على الأقل.
وحسب ما أفادت به مؤسسات الأسرى فقد شملت الاعتقالات كافة فئات المجتمع الفلسطينيّ، إلى جانب اعتقال المئات من العمال، والآلاف من غزة.
وحول معتقلي غزة؛ حتّى الآن لم تتمكن أي من المؤسسات الحقوقية المحلية أو الدولية من التعرف على كافة أعدادهم وهوياتهم بدقّة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيليّ تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهم.
وأضافت مؤسسات الأسرى أن حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة منذ ثمانية شهور، ترافقت مع عمليات الإعدام الميداني، وإطلاق النار بشكل مباشر قبل الاعتقال، أو التهديد بذلك، إضافة إلى الضرب المبرّح.
وأوضحت إلى جانب ذلك شنت قوات الاحتلال عمليات تّحقيق ميداني طالت المئات، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، عدا عن عمليات التّخريب الواسعة التي طالت المنازل، والاستيلاء على مقتنيات وسيارات، وأموال، ومصاغ ذهب وأجهزة الكترونية، إلى جانب هدم وتفجير منازل تعود لأسرى في سجون الاحتلال.
ويُشار إلى أنّ حملات الاعتقال هذه تأتي في ظل العدوان الشامل، التي يشنّه الاحتلال على أبناء شعبنا، كعملية انتقامية تندرج في إطار جريمة (العقاب الجماعي)، حيث شكّلت عمليات الاعتقال، وما تزال أبرز السّياسات الثّابتة والممنهجة التي يستخدمها الاحتلال، لتقويض أي حالة مقاومة متصاعدة ضده.
أمراض بين الأسرى وإهمال طبي
وكانت قد كشفت مؤسسات الأسرى عن تصاعد كبير وغير مسبوق، في أعداد الأسرى المصابين بأمراض جلدية معدية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبينت مؤسسات الأسرى عن تفشي مرض (الجرب – السكايبوس) الذي يُعتبر من أخطر الأمراض الجلدية المعدية، إلى جانب إصابة الأسرى بأمراض جلدية أخرى معدية، لم يتمكن الأسرى من معرفة طبيعتها.
ورصدت مؤسسات الأسرى عشرات الحالات استناداً إلى الزيارات التي أجراها المحامون مؤخرا، إضافة إلى شهادات من المعتقلين الذين أُفرج عنهم مؤخرا، -وتحديدا- في سجني (النقب، ومجدو)، إضافة إلى رصد حالات في سجني (عوفر، وريمون).
وأشارت المؤسسات إلى انعدام توفر أدنى الاحتياجات الأساسية ومنها مواد التنظيف اللازمة، وتقليص كميات المياه، ومحدودية إمكانية قدرة الأسير على الاستحمام، وكل العوامل التي تُمكّن الأسير من الحفاظ على نظافته.
وأوضحت أن إدارة السجون منذ بدء العدوان على غزة، استولت على مقتنيات الأسرى كافة، ومنها الملابس، فالأسير اليوم يعتمد على غيار واحد، فضلا عن حالة الاكتظاظ الكبيرة داخل الأقسام مع تصاعد حملات الاعتقال اليومية، كما أن قلة التهوية، وعزل المعتقلين في زنازين ينعدم فيها ضوء الشمس أسهما بشكل كبير في انتشار الأمراض.
ولفتت مؤسسات الأسرى إلى تواصل إدارة سجون الاحتلال تصعيد جرائمها الطبية الممنهجة، وتعمد ترك الأسرى دون علاج، بل تعمد نقل المصابين بأمراض معدية من قسم إلى قسم، الأمر الذي ساهم في تصاعد أعداد الإصابات، علمًا أنه من بين المصابين أطفال معتقلون تحديدا في سجن (مجدو).
يُذكر أن سجني (النقب، ومجدو) من أكبر السجون التي يقبع فيها آلاف المعتقلين، والتي تضاعفت أعدادهم منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.
ويبلغ عدد الأسرى حتى بداية أيار/ مايو 2024 أكثر من 9300، وهذا المعطى لا يشمل كل الأسرى من غزة، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف ويعانون جريمة الإخفاء القسري في سجون سرية.