عبر صندوق الاقتراع في النقابات والجامعات تبعث النخب الفلسطينية رسائل واضحة بأن رغبة الفلسطينيين في التغيير لن تقف بقرار رئيس السلطة محمود عباس تعطيل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة منتصف العام الماضي.
في سبتمبر المنصرم وبعد اغتيال المعارض السياسي نزار وبنات ومعركة سيف القدس، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله تأييداً واسعاً من قبل الشعب الفلسطيني لحركة حماس، ومطالبة أغلبية المواطنين باستقالة عباس.
لكن السلطة التي لا تقرأ الواقع لا تزال تتجاهل ثقل المقاومة بين الشعب الفلسطيني، وتحاول البحث عن بقايا شرعية فقدتها في البلديات والجامعات والنقابات.
انتخابات النخب
وفي مؤشر جديد للمزاج النخبوي في الضفة الغربية خسرت حركة فتح انتخابات نقابة الأطباء يوم أمس الجمعة أمام تحالف الإسلاميين واليسار والمستقلين الذي فاز في 6 فروع من أصل 8 أجريت فيها الانتخابات.
وحقق التحالف فوزاً واضحاً في طولكرم وجنين ونابلس وقلقيلية والقدس والخليل.
فوز آخر حققته قائمة القدس المشكلة من تحالف حماس والجهاد والإسلامي والجبهة الشعبية في انتخابات نقابة صيادلة فلسطين في قطاع غزة.
تحديات كبيرة
وقال نقيب الأطباء المنتخب شوقي صبحة إن الانتخابات كانت عرسا ديمقراطيا دون أية خروقات.
وأكد صبحة أن تغييب السلطة للمجلس التشريعي يضع النقابات أمام تحديات كبيرة ودور مهم في المحاسبة والمساءلة ومراقبة المؤسسات الحكومية.
من جانبه عبر عضو نقابة الأطباء د.رضوان بليبلة عن أمله بأن تنعكس تجربة انتخابات النقابات على إجراء انتخابات فلسطينية شاملة يمارس بها المواطن حقه الانتخابي واختيار ممثليه.
تصويب المسار
بدوره أكد حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي أن نتائج انتخابات نقابة الأطباء هي رسالة للسلطة بضرورة تحسين وتصويب مسارها.
وشدد خريشة على ضرورة إجراء انتخابات سياسية شاملة تبدأ بالمجلس الوطني الفلسطيني.
أما الناشط السياسي عمر عساف فأكد أن انتخابات نقابة الأطباء دليل على أن شعبية السلطة في تراجع كبير.
وأوضح عساف أن رئيس السلطة محمود عباس يخشى الانتخابات، التي تعتبر حق للمواطن ووسيلة ديمقراطية للتغيير في الواقع الفلسطيني.
وأشار إلى أن انتخابات جامعة بيرزيت سابقا ونقابة الأطباء اليوم صفعة قوية لفريق السلطة.
ودعا عساف لتشكيل جبهة وطنية لمواجهة تفرد وهيمنة فريق السلطة على المؤسسات الفلسطينية.
وسبق أن حققت الكتلة الإسلامية فوزًا كبيرًا في انتخابات مجلس الطلبة التي جرت الشهر الماضي، في جامعة بيرزيت برام الله.