القدس المحتلة-
يحاول الاحتلال الإسرائيلي عبر سياساته الممنهجة تفريغ مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، في مساعٍ حثيثة لتهويده والسيطرة عليه، وكسر شوكة المقدسيين والمرابطين.
وصعّد الاحتلال من سياسة الإبعاد عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، في ملاحقة وتضييق على المقدسيين والمرابطين والمؤثرين، لفرض واقع جديد في المدينة ومسجدها.
سياسة انتقامية فاشلة
وقال الباحث المقدسي ومدير قسم المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو، إن سياسة الإبعاد خطيرة تهدف لإسكات الصوت ومنع التأثير.
وأوضح عمرو أن الناظر إلى تاريخ الإبعادات قديمها وحاضرها يستشف أنها سياسة إجرامية انتقامية، يعبر فيها الاحتلال عن سخطه وفشله تجاه هؤلاء المؤثرين.
وأكد على أن “هذه السياسية لم تنجح ولا مرة في إسكات صوت الحقيقة، ولم تنجح ولا مرة في إحباط المبعدين أو إسكاتهم عن غاياتهم”، مضيفًا أن “الأمثلة واضحة كنموذج الشيخ رائد صلاح، والمرابطون والمبعدون عن الأقصى الكل مستمر في نشاطه، بل ويزداد نشاطا”.
وأشار إلى أن سياسة الإبعاد قديمة استخدمها الاحتلال البريطاني بحق النشطاء في فلسطين في كل الثورات والهبات التي جرت على أرض فلسطين ضده، وبعد عام 48 استخدمها الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد النشطاء والمؤثرين وإقصائهم، سواء داخل فلسطين المحتلة أو خارجها.
وبين أن الاحتلال أبعد في النصف الثاني لعام النكسة 67 أكثر من أكثر من 270 شخصية مؤثرة في القدس والضفة الغربية، وفي العام التالي أبعد حوالي 400 ناشط وقيادي فلسطيني، واستمرت سياسة الإبعادات وصولا إلى إبعاد مرج الزهور المعروف.
وأضاف: “تتكرر سياسة الإبعاد اليوم يهدف إفراغ الميدان من نشطاء ومؤثرين يتصدون بالقول والفعل والصورة للمقتحمين في الأقصى ومشاريع التهويد في مدينة القدس”.
مواجهة الإبعاد
وقال الباحث عمرو إن المطلوب لمواجهة هذه السياسة هو تكاتف المبعدين وعدم السماح بالاستفراد بهم، كما رأينا نجاحا باهرا في تكاتف المبعدين في مرج الزهور حينما ورجعوا في مسيرات الأكفان إلى الحدود حتى فرضوا عودتهم.
وأكد على أن المطلوب رفع مستوى الاهتمام بهذه القضية في الإعلام، وتسليط الضوء عليها والتحشيد الإعلامي لها، وإعلان رفضها في الميدان وفي الإعلام، وعدم الانصياع لهذه القرارات.
وأردف: “هناك حقوق عبادة تنتهك، وحقوق اجتماعية تنتهك، وهناك عائلات أبعد رب الأسرة عن القدس وبقيت عائلته في القدس مما يعني تفكيك الأسرة، وهذا له أبعاد اجتماعية واقتصادية خطيرة”.
وتابع: “هناك من أبعد عن مكان عمله ومصدر رزقه، وبالتالي يجب التركيز على هذه الحقوق الأساسية وكسر هذه القرارات والالتفاف حول قيادة للمبعدين تحرك هذه القضية”.
ولفت إلى أن الصمت الرسمي أوصل الاحتلال إلى التمادي وإبعاد شخصيات كبيرة في الأوقاف الإسلامية أمثال الشيخ عبد العظيم سهلب، والشيخ عكرمة صبري، والشيخ ناجح بكيرات.
وطالب الجهات الرسمية في السلطة والحكومة الأردنية أن تقدم موقفًا حقيقيا تجاه قضية الإبعاد، وتأخذ مسؤوليتها ودورها تجاه موظفيها الذين يتم إبعادهم من المسجد الأقصى، من حراس الأقصى وموظفي الإعمار.