سلفيت
توافق الذكرى السنوية السابعة عشر لاستشهاد قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في محافظة سلفيت سامر عبد الهادي دواهقة، والذي ارتقى برفقة القائد القسامي محمد عياش ومحمد أحمد مرعي، بتاريخ 15 تموز/ يوليو 2005.
ولد الشهيد سامر في السادس عشر من نيسان/ أبريل 1977 بمحافظة سلفيت، وله من الأشقاء ثلاثة ذكور وأختين.
وسبق له وتعرض لعدة كمائن كان من أبرزها كمين نصب له قرب بيت أخته في عيد الفطر عام 2004، حيث ترجل عدة جنود صهاينة يرتدون ثياب المستعربين من سيارة فورد قبل صلاة العشاء وهاجموه، إلا أن شهيدنا فاجأهم بزخات من الرصاص، لتطرح ثلاثة منهم أرضاً وليصرخ المستعربون ألماً ورعباً، ولم يعترف المحتل بخسائره لحظتها.
ورغم مشاهدة الأهالي للجرحى من القوات الخاصة وهم يحملون إلى داخل سيارة الفورد التي ترجلوا منها، ليعترف الاحتلال بمصرع اثنين من القوات الخاصة ولكن بعد فترة زمنية متقطعة وعلى مراحل، وقبلها كان قد تعرض لكمين آخر داخل البلدة القديمة نجا منه، حيث وجدت آثار دماء لجيش الاحتلال في موقع الاشتباك دون أن يعترف الاحتلال بشيئ.
تلميذ القائد بلاسمة
تتلمذ سامر دواهقة على يد الشهيد القائد محمد بلاسمة، التلميذ السادس للمهندس يحيى عياش، حسب ما وصفته صحافة الاحتلال، فقد تعلم على يديه إعداد القنابل والمتفجرات، وأهله لذلك كون الشهيد تخرج من معهد الجيطان في نابلس، وحصل على شهادة هندسة إلكترونية.
واستلم قيادة كتائب القسام في محافظة العياش، وذلك بعد استشهاد القائد عبد الله الديك وزميله وافي الشعيبي الذان صرعا ثلاثة جنود قبل استشهادهما في منزل في قراوة بني زيد، ومنذ ذلك التاريخ جن جنون الاحتلال وأبلغ أهل الشهيد انه سيتم تصفيته في القريب العاجل وكان جواب الأهل على الدوام “إن قتل فله الجنة وسامر يعرف كيف يموت، أما أنتم سيكون مكانكم جهنم إما على يديه أو على يد إخوانه من القسام”.
من أكثر المحطات المتميزة والتي لعب بها شهيدنا سامر الدور المنوط به دفاعا عن شرف الأمة، هي بعد استشهاد زميله محمد بلاسمة، حيث أقسم بالثأر له قائلاً فوق قبره: “إن رصاصنا لا يطلق في الهواء بل في صدور الصهاينة”.
وبعدها تم تفجير حافلة الصهيونية وإطلاق النار عليها على خط قرب بروقين وروى شهود عيان أن الباص انشطر إلى نصفين، وأن النار اندلعت فيه وأن طائرتي أباتشي أتت للبحث عن الفاعلين دون جدوى، كل هذا يحصل في أقل من 24 ساعة من استشهاد بلاسمة وكعادته العدو لم يعترف بغير ثلاثة جرحى.
حكاية الشهادة
التصق الشهيد سامر وقت القصف بصخرة حجبت عنه النار رغم إصابته برصاصة في يده، وتمكن بعدها من الانتقال إلى منطقة أكثر أمنا عند عين عادل قرب خربة كيس “قريته”، وهناك اشتبك مع عناصر المشاة الصهاينة الذين كانوا يطوقون المدينة، دون أن ينجحوا في السيطرة عليه أو قتله، رغم استعانتهم بثلاث طائرات واحدة للاستطلاع واثنتين أباتشي أطلقتا عليه صاروخين وزخات من الرصاص.
ومع ذلك لم ينفجر الصاروخ الأول الذي وقع قربه، إلا أن كثافة الرصاص والقنابل من الجو والأرض ومن جميع الجهات أدت إلى استشهاده بعد أن انتهت ذخيرته و بعد معركة استمرت من الثالثة ظهرا إلى الثامنة مساء.
أحضر جنود الاحتلال والد الشهيد دواهقة للتعرف عليه بعد أن انتزعوا من بين يديه بندقيته التي أذاقهم فيها الموت الزؤام، وتبين أن جسمه تعرض لعشرات الرصاصات والشظايا، ووجد إصبعه في حالة التشهد ومعه الراية الخضراء وقد كتب عليها الشهادتين.
وتلقت عائلة شهيدنا سامر نبأ استشهاده بصبر وثبات ورباطة جأش وبالدعاء له أن يرزقه الله الجنة، بعد أن أثلج وافرح صدور المؤمنين والفلسطينيين بقتله العديد من الصهاينة وبعد أن ضرب أكبر الامثلة في التضحية والفداء والصبر على البلاء وأثبت صدق الكلمة والوعد.