نابلس-
من حي الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس، تفوح رائحة العز لتشعل لهيب المقاومة في جبل النار، الذي طالما أحرق المحتل ومستوطنيه.
نار اشتعلت في نابلس، لتكشف جمراً تحت الرماد انتظر طوال 20 عاماً ليعود متوهجاً من جديد.
وتعتبر الاشتباكات العنيفة التي خاضها المقاومون ضد قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد في نابلس، لم تشهدها المدينة منذ اجتياح نيسان الأسود عام 2002.
مقاومة متصاعدة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن مراكز المقاومة في الضفة تنتقل من مخيم لمخيم ومن مدينة لأخرى دون توقف.
وقال الريماوي إن الاحتلال يسعى لإخضاع مناطق الضفة المحتلة، لكنه لم ينجح على مر السنوات الماضية، ويسعى جاهداً لملاحقة المطاردين تحديداً في جنين ونابلس وطولكرم.
وأكد أن الاحتلال يعتبر منطقة البلدة القديمة، التي اقتحمها الليلة الماضية بالأخطر في نابلس.
وأضاف الريماوي أن الاحتلال وقيادته في مأزق كبير، لأن حالة المقاومة في تصاعد كبير بالضفة الغربية.
لغة القوة
من جانبه أكد عماد اشتيوي عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، داعياً لإعادة تقييم القرار السياسي والاستعداد الدائم لمواجهة العدو.
وقال اشتيوي إن المطلوب توحيد الجهود والمواقف لمواجهة الاحتلال، الذي يجب أن يتحمل المسؤولية عما يجري في الأيام القادمة.
وذكر بأن الشهيدين صبح والعزيزي حملوا راية المقاومة لمواجهة الاحتلال، ورفضوا الرضوخ وأكدوا أن لغة المقاومة هي لغتهم وهم شباب مناضلين كل التحية لهم
بدوره أوضح سعيد بشارات الباحث المختص في الشأن الصهيوني أن ما شهدته مدينة نابلس فجر اليوم عملية عسكرية شاركت فيها أذرع جيش العدو ومخابراته.
وأشار إلى أن اقتحام نابلس يأتي إثر تزايد عمليات إطلاق النار على الاحتلال ومستوطنيه في الفترة الأخيرة، وخاصة ما حدث في قبر يوسف قبل أسابيع، حيث أصيب قائد جيش العدو في منطقة نابلس، ومنع المستوطنين من تنظيم اقتحاماتهم كالمعتاد.
وأضاف بشارات أن هذه العملية في نابلس تأتي ضمن حملة ما أسماه الاحتلال ب “كاسر الأمواج” التي يشنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ ما يزيد عن 100 يوم.
نيسان الأسود
وشهدت البلدة القديمة في نابلس في نابلس معركة شرسة في فترة الانتفاضة الثانية عام 2002 بين المقاومة وقوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة بمشاركة 5000 جندي ومئات الدبابات والآليات.
واستشهد خلال المعركة 78 مواطناً، كما قتل وأصيب عدد من جنود الاحتلال، فيما اعتقل عشرات الفلسطينيين بينهم القيادي في حركة حماس حسام بدران الذي أبعد لاحقاً عن فلسطين.