أتمّ الأسير القيادي في حركة “حماس” جمال عبد السلام أبو الهيجا (61 عاماً) من سكان مخيم جنين، 20 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 26/8/2002.
وطوال 20 عاما من اعتقال الشيخ أبو الهيجا لم يتوقف الاحتلال عن ملاحقة واستهداف أغلب أفراد أسرته.
سيرة قائد
ولد جمال أبو الهيجا في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة عام 1959، متزوج وله أربعة من الأبناء وابنتان، درس في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، ثم حصل على دبلوم التربية الإسلامية في الكلية العربية بعمان عام 1980.
تتلمذ على يد الشيخ الدكتور عبد الله عزام في الأردن، وبعدها عمل في التدريس في اليمن والسعودية، ثم أقام في الكويت قبل عودته إلى مسقط رأسه عام 1990، وشغل منصب مدير مركز تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جنين.
تقدم الصفوف
تميّز الشيخ باحتضانه ودعمه لكل المقاومين حتى أن منزله كان المأوى للمقاتلين من جنين وكل مدن الضفة الغربية المحتلة.
ومع بداية الانتفاضة الأولى كان من المتصدرين للمسيرات، ويتقدم إلى الصف الأول بالمواجهة، حاملاً المقلاع بيده، على بعد أمتار من حواجز الاحتلال.
عمل ناطقًا باسم حماس ومنسقًا لها في لجنة القوى الوطنية والإسلامية في سنوات الانتفاضة الأولى.
قاد معركة جنين
اعتقل الشيخ أبو الهيجا أربع مرات منذ عام 1990، وأمضى ما مجموعه خمس سنوات ونصف في سجون الاحتلال قبل اعتقاله الأخير.
تولى قيادة كتائب القسام في مخيم جنين، وشارك في مواجهات الانتفاضة الثانية، وأصيب عدة إصابات.
قاد معركة مخيم جنين وقاتل فيها ببسالة إلى أن أصيب بالرصاص المتفجر خلال تصديه مع فصائل المقاومة المسلحة لحصار واجتياح مخيم جنين عام 2002، الأمر الذي أدى إلى بتر يده اليسرى، ورفض تسليم نفسه، وبقي مطارداً للاحتلال.
قصفت طائرات الاحتلال منزله ما أدى لتدميره بالكامل وتشريد عائلته، ووضعته على قائمة المطلوبين.
9 مؤبدات
وفي 26 أغسطس 2002 استطاعت وحدات خاصة تتبع للاحتلال اعتقاله، وحكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات بتهمة قيادة كتائب القسام.
ويتهمه الاحتلال أيضًا بقيادة العمل العسكري في مخيم جنين إبان الاجتياح، وتوجيه عدد من العمليات الفدائية.
صنفه الاحتلال بالأسير الخطير، واستخدم بحقه كل أشكال التعذيب على مدار شهرين كاملين، ثم نقله إلى العزل الانفرادي وقضى فيه نحو 10 سنوات، وخرج منه بعد إضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2012، واستمر 28 يوماً، وأوقفوا خلاله سياسة العزل في حينه.
استهداف العائلة
لم يتوقف الأمر عند اعتقال الاحتلال للقائد جمال أبو الهيجا، فقد تعرض أغلب أفراد عائلته للاعتقال، فاعتقلت ابنته المحامية “بنان” بالإضافة إلى زوجته التي مكثت في الاعتقال الإداري 9 أشهر عام 2003م.
ويعتقل الاحتلال أيضاً أبنائه الثلاثة “عبد السلام وعاصم وعماد”، فيما استشهد نجله “حمزة” في اشتباك مع جنود الاحتلال في مارس 2014 بعد مطاردة لعدة سنوات.
وشرع الأسير عماد ابو الهيجاء بإضرابه عن الطعام منذ أسبوع، ليطالب بحقه المشروع بزيارة والده في السجن، حيث لم يلتقيه منذ فترات كباقي إخوانه.
وقالت بنان أبو الهيجا إن والدها القابع في سجن هداريم، قدم طلبًا لإدارة السجون للسماح له بلقاء أبناءه الثلاثة المعتقلين إداريًا عماد وعاصم وعبد السلام والموزعين بين السجون، لكنها رفضت حتى السماح له برؤيتهم لدقائق.
وتوضح أبو الهيجا، أن اعتقال أشقائها الثلاثة في سجون الاحتلال هو الفرصة الوحيدة للقاء والدهم واجتماع شملهم بهم، لأن مخابرات الاحتلال ترفض منحهم تصاريح لزيارة والدهم الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 20عامًا.
عائلة القيادي الأسير جمال أبو الهيجا عائلة بأمة، وشهيد وأربعة أسرى، وزوج أسيرة محررة ووالد أسيرة محررة كذلك، وكل ذلك لم يفت في عضد هذه العائلة التي تواصل جهادها غير آبهة بظلام السجون وظلم السجانين ولا رصاص المحتلين والمتخاذلين.