القدس المحتلة-
أقامت فعاليات مقدسية اليوم الثلاثاء بيت عزاء في بلدة العيزرية شرق المدينة المحتلة، لفقيد الأمة الإسلامية الشيخ العلامة يوسف القرضاوي الذي توفي يوم أمس الاثنين في قطر.
وحضر بيت العزاء العديد من الوجهاء والشخصيات من القدس وضواحيها، بينهم الشيخ عمران وراد والمرشح عن قائمة القدس موعدنا زياد الشيخ، والدكتور عماد البرغوثي.
وفي كلمته عن الحضور بعث الدكتور عماد البرغوثي بالتعزية نيابة عن أهل القدس، بوفاة فقيد الأمة وفلسطين الدكتور القرضاوي.
وقال البرغوثي إن القرضاوي أفنى حياته في سبيل الله، وترك تراثاً غنياً في الفقه والعقيدة والسنة، كما أنه حفظ القرآن بعمر 10 سنوات.
وأشار إلى أن للقرضاوي 200 مؤلف و18 رسالة ماجستير والعشرات من القصائد والدراسات.
وذكر بأن الشيخ القرضاوي زار غزة، ووقف مع المقاومة، وتمنى أن يستشهد في فلسطين.
فلسطين تودع الإمام
وأدى الفلسطينيون صلاة الغائب على الشيخ يوسف القرضاوي في المسجد الاقصى المبارك بعد صلاة المغرب.
أما في الداخل المحتل فأدى أهالي كفر كنا صلاة الغائب على فقيد الأمة الإمام العلّامة القرضاوي، في مسجد عمر بن الخطاب.
كذلك أدت الكثير من مساجد الداخل الفلسطيني صلاة الغائب على الفقيد القرضاوي، الذي توفاه الله يوم أمس عن عمر يناهز 96 عامًا.
وقال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، إن الشيخ يوسف قضى حياته في خدمة الإسلام ونصرته.
وأضاف أن القرضاوي انتصر لقضايا الأمة، وحمل لواء الأمل والتفاؤل بنصر الإسلام.
وينتظر أن تقام غداً في الضفة الغربية عدة بيوت عزاء بالإمام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في رام الله والخليل.
ففي الخليل يفتح ديوان آل النتشة غدًا الأربعاء بيت عزاء سيجمع محبي القرضاوي.
عالم تبنى قضية فلسطين
وكان الراحل من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وهو مصري أزهري ويحمل الجنسية القطرية.
وارتبط الراحل القرضاوي بقضية فلسطين مبكرا، حيث خرج في عام 1940 في المظاهرات احتجاجا على وعد بلفور، وزار القدس في نهاية الخمسينيات.
وحظيت فلسطين بمساحة من كتبه ومؤلفاته المتنوعة، وأفردها بكتاب حمل عنوان “القدس قضية كل مسلم”، وكانت فتاويه المرجع الأساس في كفاح الشباب الفلسطيني وجهادهم.
ورأى القرضاوي “أن فلسطين وقف إسلامي اغتصبها اليهود وشردوا أهلها، وأن السبب الحقيقي للمعركة معهم هو الاحتلال، وبأن الصلح مرفوض معهم.
و يرى الراحل القرضاوي أن أرض فلسطين أرض مباركة بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وأنها وقف إسلامي لا يحل لأحد أن يتنازل عنها، كما يرى أن الجهاد فرض عين على أهل فلسطين حتى يعم المسلمين كافة لتحريرها.
ومن أبرز مواقف الراحل القرضاوي “أنه لا يمكن تحرير فلسطين إلا بالجهاد الشامل والطويل بكل مراتبه، وأن القتال أحد هذه المراتب”.
كما دعا إلى وجوب مقاطعة الاحتلال سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، مؤكدا حرمته مع دولة الاحتلال، لأنها دولة محاربة، لا يجدي معها أي حوار، بل لا بد من مقاومتها والتصدي لمشروعها الاستيطاني لتحرير فلسطين من دنسها وشرورها”.
ورأي القرضاوي أن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تأتي في إطار “ترويض العرب والمسلمين” على تقبل هذه الاقتحامات والاعتراف بأن لليهود موطئ قدم في الأقصى.