يقول الصحفي الصهيوني “نير دفوري” عن الأوضاع في الضفة الفلسطينية المحتلة بأن (إسرائيل) تستعد لعملية عسكرية في شمال الضفة وتأتي تعليقات هذا الصحفي في أعقاب تزايد عمليات المقاومة وهي سلسلة لم تتوقف منذ بضعة أشهر، إلى جانب التحذيرات والإنذارات التي يقدمها متخابرو أجهزة عباس الأمنية وهي بأعداد غير مسبوقة.
ويقول آفيف كوخافي رئيس أركان جيش الاحتلال المنصرف قريباً أن هناك ضرورات تجعل مؤسسته العسكرية تحافظ على نسبة استعداد عالية، وأن قادم الأيام سيكون امتحاناً لقدرات الجيش خاصة وأن صاحب خطة “تنوفا” العسكرية التي كان إنجازها صفراً حتى الآن، حيث لم تزل تجري المناورات المتواصلة ودون توقف، بل ويعدون العُدّة لتحريك الجيش على عدة جبهات ويتوقعون هذه المرة أن يكون القتال ممتداً من شمال فلسطين المحتلة حتى جنوبها مرورًا وعلى نحو خاص بالضفة الفلسطينية التي أضحت الأكثر سخونة والأكثر تركيزاً وتماساً مع عدوانات لا تنقطع وتمتد حتى جبهة قطاع غزة.
ويحاول رئيس وزراء العدو يائير لابيد أن يبدو أكثر حماقة وتطرفاً من أركان حكمه حين يُدلي بتصريحات نارية لتعويض خُلُوّ ملفه من أي إرث عسكري وَيَعِدُ نفسه بفوز مُجْزٍ في انتخابات الكنيست وهو الذي ينتقل من جبهة إلى أخرى عل وعسى يُحقق أحلام اليقظة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فتواصل من جانبها دعم سلطة عباس لتعويض النكوص المزمن الذي بدأ ينخر أوصالها وفقدانها لشعبية موهومة رَوجَها عباس فيما مضى حتى أصبح الوحيد الذي يصدقها، بل وتقوم واشنطن بالضغط على (تل أبيب) وعلى النظم العربية المُطَبعة لتقديم ما يمكن لخادم المقاطعة لقمع الشعب المنتفض ولإسناد قوات الاحتلال للحد من عمليات المقاومة ما أمكن قبيل الأعياد اليهودية.
جيش الاحتلال يحشد قواته بكثافة على خطوط التماس مع مدن وقرى ومخيمات الضفة ويقوم بعدوانات دموية وحشية مركزة وخاطفة حيث توفر له أجهزة عباس الأمنية المعلومات المناسبة عن عملية معينة أو عن قنبلة تكاد تنفجر، كما تشير جريدة يديعوت أحرونوت وفقاً لذلك إلى أن الحملة المسعورة للاعتقالات التي يشنها جيش الاحتلال تحت شعار “التيقظ الاستباقي” تتم بوتائر متسارعة.
أما المقدم احتياط “ألون بيتار” فيتحدث لـ”القناة 13 العبرية”: “منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2007 حتى اليوم لم نشهد مثل هذه الأيام من حيث تفجر الأرض في وجوهنا”.
ويضيف: “إن ما يحدث اليوم شيء آخر، إنها ظاهرة مقلقة، فهناك منظمات متماسكة ومجموعات تحمل أسلحة نارية، إنه استعداد فلسطيني مُفْرِط”، ويختم بأن البلاد في ورطة.
وكان لافتاً ما قالته معلقة الشؤون السياسية في قناة ” كان” أن القيادة الأمنية الإسرائيلية قلقة جداً أمام الوضع المتفجر في الوقت الذي تؤكد فيه جُل وسائل الإعلام العبرية أن انتفاضة بكل معنى الكلمة تبدأ الآن إرهاصاتها، ولكنها إنتفاضة من نوع آخر أكثر خطورة وجذرية.
وتعبر وزارة الخارجة الأمريكية أنها قلقة جدًّا مما يحدث في الضفة ويخشون من تصعيد لا يمكن احتواؤه، وأنه قد يؤثر في المصالح الأمريكية في المنطقة برمتها.
وتؤكد قناة “ريشت كان”، أن هناك قلقًا متزايدًا لدى الجيش نظراً لعديد الإنذارات من إمكانية تعرض مدن الداخل الفلسطيني المحتل لهجمات خطرة على الرغم من الانتشار العسكري المكثف على طول خطوط التماس وهي التي شهدت عدداً من هجمات المقاومة خلال الأشهر الماضية وقد كان الجيش في حالة استنفار ولكن دون جدوى.
ويتضح أن هناك إرباكًا وتخبطاً يعصف بقادة العدو، وهذا يمكن قراءته دون عناء من تصريحات مسؤوليه العسكريين إذا قورن بأصحاب القرار السياسيين، فقد حذر الجنرال “إسحق بريك” قائد الاحتياط السابق في جيش الكيان الاستيطاني من “أن (إسرائيل) لن تتمكن من البقاء إذا لم تستعد الآن لمعركة متعددة الجبهات، وقد دَعا الرئيس الجديد لهيئة الأركان “هرتسي هاليفي” معتبراً أن الأخير حصل على إرث صعب ومعقد من الرئيس الحالي الجنرال أفيف كوخافي، منبهاً إلى أن هيبة الجيش انحدرت إلى الحضيض وهناك ضرورة لاستعادتها.
بل وينذر الجنرال “بريك” بأن الوضع داخل القوات العسكرية صعب والذي يمكن أن يقود إلى كارثة قومية، فهناك نقص في التدريب وفي القدرة على إدارة المعدات التقنية الحديثة التي اشتراها الجيش للتغطية على فشله، فضلًا عن النقص الكبير في القوى البشرية المهنية.
ولكن، هل يستطيع جيش المستوطنة تحمل عدوان على عدة جبهات، هذا ما تؤكده الأيام القادمة.