تصاعدت أعمال المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف جنود وضباط الاحتلال والمستوطنين، كما سجلت المقاومة عمليات إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال ومستوطنيه، عدا عن عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية، وإحراق المواقع العسكرية، والتصدي للمستوطنين، وإحراق آليات عسكرية ومركبات المستوطنين.
وما صاحب هذه البطولات من ارتقاء للشهداء الذين دافعوا عن الكرامة والهوية، حيث رووا الأرض بدمائهم الزكية الطاهرة، ليقولوا للعالم إن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر هذه الدماء الطاهرة التي قدمها شعبنا على مدار مئة عام، وما زال الجرح نازفاً طالما بقي المحتل جاثماً على أرضنا.
وما يحدث في ضفة العياش ومدينة القدس مؤخراً من هبة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني التي تسعى لفرض واقع جديد يشرّع من خلاله الوجود الصهيوني المتطرف في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
إن هذه الهبة المباركة لشباب الضفة والقدس تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أهل فلسطين يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة بل وحفظوا للمسجد الأقصى قدسيته، وليس أدل على ذلك من معركة البوابات الإلكترونية منتصف عام 2017م التي حاول المحتل زرعها للتحكم في الدخول للمسجد الأقصى إلا أن المقدسيين انتصروا بصبرهم وثباتهم وتمسكهم بحقهم التاريخي والديني على هذه الأرض، مما أجبر المحتل على إزالتها لتجنب غضب أهل المدينة.
كما انتصرت المقاومة في غزة وطردت الاحتلال عن أرضها في عام 2005 لتسجل نصراً على طريق تحرير فلسطين.
وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، في مشهد سيسجله التاريخ في صفحات الخزي والعار، ولا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودهم ويقرّب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.