الملاحظة الأولى: استطاع التميمي (رحمه الله) الاختفاء حوالي 10 أيام في منطقة محاصرة، مساحتها محدودة، مراقبة من الجو والكاميرات، ولم يكتف بالاختفاء وإنما بادر للفعل والإثخان في العدو…هذا مؤشر على مبالغة البعض في تقدير قوة وقدرات الاحتـ ـلال…إذ أنه فشل فشلاً ذريعاً في القبض عليه، ولولا “الحظ” (كما صرح احد الصحفيين الإسـ ـرائيليين) لأوقع بهم خسائر كبيرة….كل ذلك فعله التميمي بمفرده (وربما بمساعدة من البعض)، فماذا لو كان خلف التميمي جهة اسناد ودعم لوجستي، كيف ستكون النتيجة.
الملاحظة الثانية: في المرة الأولى للتميمي ظهر تسجيل مصور يظهر فعله على حاجز شعفاط، وكذلك في المرة الثانية بمعاليه أدوميم. مما يدفعنا للتساؤل: هل نشرت هذه المقاطع بموافقة الرقابة العسـ ـكرية، وما الهدف منها!!
أحد الصحفيين الإسـ ـرائيليين اعتبر نشر هذه المقاطع بمثابة خطأ كبير، لأنه يظهر التميمي بشكل البطل المـ ـقاتل حتى الرمق الأخير…فيما اعتبر آخرون بأن نشر هذا المقطع يعزز مفهوم الردع، ويظهر يقظة أجهزة الأمن الإسـ ـرائيلية وقدرتها على “تحييد” المهاجم دون خسائر في صفوف العدو.
لا نملك أي معلومة حول الهدف من النشر في ظل الانتخابات الإسـ ـرائيلية…لكن المؤكد أن كل طرف سياسي سيحاول استثمار هذه المقاطع في المعركة الانتخابية…فعقب انتشار مقطع حاجز شعفاط استغلها بن غفير للتشكيك في قدرات حكومة لبيد على حفظ الأمن، وهاجم وزير الدفاع غانتس. وعقب انتشار المقطع الثاني في معاليه أدوميم والذي يتضمن قتل التميمي، خرج لبيد ليهنأ قوات الأمن على أدائها.
الخلاصة:
يحاول العدو دوماً أن يصدّر صورة لنا مفادها أنه قادر على معرفة كل شيء والوصول إلى أي هدف باستخدام عيونه والتكنولوجيا الحديثة، لكن واقعة التميمي تضعف إدعائه…. من ناحية أخرى، يظن البعض بأن الكيان الصـ ـهـ ـيوني موحد في قراراته، وان هنالك منظومة رقابة صارمة لا تسمح للصراعات السياسية بالتأثير في قرارات الأمن….لكن نشر المقطعين المصورين للتميمي يثير الشك حول هذا الادعاء.