رام الله-
بكل ثبات وصبر واحتساب، تلقى الأسير بهاء شجاعية نبأ استشهاد شقيقه “قيس” بطل عملية إطلاق النار البطولية التي أدت إلى إصابة مستوطن في مستوطنة “بيت إيل” شمال رام الله، مساء الجمعة الماضية.
ورغم وجع فراق شقيقه ورفيق دربه، وقيود السجان وظلمة الزنازين، ضاعف الأسير بهاء شجاعية ثباته وصبره بتثبيت والديه وعائلته بتذكيرهم باصطفاء الشهادة وأجرها.
ثبات ودموع فرح
بكل هدوء واحتساب تلقى شجاعية نبأ استشهاد شقيقه، وردد عدة مرات “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وبدأ يهدئ إخوانه الأسرى بدلا من أن يقوموا بتهدئته، بحسب مكتب إعلام الأسرى.
وذكر إعلام الأسرى أن بهاء قال للأسرى: “هنئوني باستشهاد الحبيب قيس فالله اصطفاه واختاره، وبدأ الجميع باحتضانه وسط دموعٍ أسموها دموع الفرح بالشهادة”.
وأضاف أنه حين جاء دور الحديث مع العائلة كان الكل يترقب، فوالداه يخشيان على مشاعره وهو المغيب في سجون القهر، وإخوانه الأسرى يخشون على ثباته أن يضعف حين يسمع صوت أمه الحنون وهي تبكي فلذة كبدها.
وتابع: “لكن المفاجأة كانت أن بهاء شرع برفع معنويات عائلته وتهدئتهم والحديث عن أجر الشهادة وبشرى الصابرين، فكانت لكلماته الأثر كله في إسباغ الصبر والاحتساب على منزل عائلته والتخفيف من مصاب الفقد بل وتحويله إلى منحة اختارها الله تعالى لهذه العائلة المجاهدة”.
مرابط الأقصى
ويعرف الأسير بهاء بأنه المرابط في المسجد الأقصى المبارك رغم القيود والعراقيل، ففي شهر رمضان المبارك الماضي اعتقل واعتدى عليه الجنود وأبعدوه عن المسجد، ولكنه عاد للرباط فيه مصرا على صد اقتحامات المستوطنين والدفاع عن مسرى رسول الله.
ولم يكترث للاعتقال والإبعاد وهو يرى تدنيس المستوطنين للأقصى، فعاد وقفز عن جدار الفصل العنصري رغم الرضوض وآثار الضرب التي ملأتْ جسده، ووصل إلى الأقصى ورابط فيه مجدداً، قبل أن يتم اعتقاله مرةً أخرى ويُنقل إلى سجن “عوفر” ويحول بعدها إلى الاعتقال الإداري.
وشجاعية أسيرٌ محرر أمضى في الأسر نحو 41 شهراً في اعتقالين، وهو طالب في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس ببلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، عرف صوته العطر في تلاوة القرآن الكريم الذي أتم حفظه منذ عدة سنوات.