القدس المحتلة-
توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد المقدسي إبراهيم محمد داوود عكاري (48 عاماً)، بعد تنفيذه عملية دهس بطولية في مدينة القدس المحتلة، في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2014، أسفرت عن مقتل صهيونيين وإصابة 13 آخرين.
الشهيد إبراهيم من سكان مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة، ومتزوج وأب لخمسة أبناء، ونجح في تنفيذ عملية دهس وطعن قرب محطة القطار الخفيف في القدس، أدت إلى مقتل صهيونيين وإصابة 13 آخرين بجروح مختلفة وصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة.
وهو شقيق الأسير المقدسي المحرر المبعد إلى تركيا موسى محمد عكاري، الذي تحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار، بعد أن أمضى 19 عامًا داخل سجون الاحتلال، حيث كان يمضي حكما بالسجن المؤبد بعد أن أدين بالعضوية في كتائب القسام وأسر الجندي طوليدانو.
علامة فارقة
شكّلت عمليته البطولية علامة فارقة ونقطة تحول في المزاج الشعبي المقاوم بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعاد الشهيد البطل مشهد الموت الزؤام للمدن المحتلة، تلك المشاهد التي ما فتئ المحتل أن ينساها وبقي يراها في كوابيسه ليل نهار.
ونفذ عكاري عملية مركبة، استطاع فيها في البداية دهس مجموعة من الشرطة الصهيونية، وبعدها تقدم باتجاه محطة القطار الخفيف، ودهس مجموعة من المستوطنين.
وبعد ذلك صدم عددًا من المركبات، ليخرج بقضيب حديدي ويهاجم عناصر شرطة الاحتلال، ليلقى الله شهيدًا بعدما أثخن بهم الجراح.
لم يكد الشهيد العكاري أن يسمع ويرى بعينيه تدنيس جنود الاحتلال والمستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك ووصولهم إلى منبر صلاح الدين وتدنيسهم للمسجد القبلي بأحذيتهم، حتى ثارت فيه الحمية وانتفض ليزيح الغبار عن الجسد المقدسي المنهك.
وصيته لشعبه
تقول عائلة الاستشهادي البطل، إنه بعدما سمع ما جرى بالمسجد الأقصى صباح يوم الأربعاء 5-11-2014، وهو يوم تنفيذه العملية، حينما كان يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، ما كان منه إلا أن علق على صفحته الشخصية مطالبًا الفلسطينيين بالخروج ونصرة المسجد الأقصى.
وكأنه يكتب وصيته لشعبه ومن سيسير خلفه بأن البوصلة واضحة لا لبس فيها، وأن الطريق للتحرير واحد لا وجود لغيره.
وزفّت حركة المقاومة الإسلامية حماس ابنها العكاري، وأكدت أن عمليته رد طبيعي من المقاومة على ما تقترفه سلطات الاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وشددت حركة حماس على أن شهيدها الذي روّت دماؤه أرض القدس، آثر إلا الثأر لأبناء شعبه وقدسية المسجد الأقصى ومدينة القدس، لافتة إلى أنه لحق بالشهداء الأبطال عبد الرحمن الشلودي ومعتز حجازي.
وأشارت إلى أن المسجد الأقصى هو مركز الصراع، وأن الضفة الغربية ستبقها الكنز الاستراتيجي للمقاومة.