حذر توماس نايدس سفير الولايات المتحدة الأمريكية في دولة الاحتلال (إسرائيل) الحكومة الإسرائيلية المقبلة من “احتمال” أن تحاول ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية أو منطقة الأغوار للسيادة الإسرائيلية، وأن أمريكا ستكافح وستتصدى لمثل تلك المحاولات مستقبلًا، أما بخصوص التعامل مع حكومة تضم متطرفين مثل ايتمار بن غفير فرد السفير الأمريكي أن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع الحكومة القادمة بعد أن ترى أفعالها وأقوالها وليس قبل ذلك.
التحذير الأمريكي استبق تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة وهذه رسالة مباشرة لبنيامين نتنياهو حتى يتريث في تحالفه مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى وعدم إعطاء وعود كثيرة مثل السماح بضم أجزاء من الضفة الغربية أو غيرها من الوعود التي يمكن أن يترتب عليها المزيد من التصعيد في الضفة الغربية، أمريكا تشعر ان السيطرة على الضفة بحاجة الى كثير من الجهود وذلك بلجم التطرف الإسرائيلي من ناحية وتشجيع التقارب بين الحكومة الإسرائيلية القادمة والسلطة الفلسطينية، وقد لمسنا امتعاض رئاسة السلطة بل وغضبها من نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي، السلطة بدأت تهدد بتحريك قضايا حساسة في المحاكم الدولية مثل احتلال الضفة الغربية، رغم أن تلك التهديدات _على الأغلب_ لن تجد طريقًا للتنفيذ، ثم رأينا رئاسة السلطة وخاصة في كلمة رئيسها يوم الخميس والموجهة إلى جماهير فتح في ذكرى اغتيال الراحل ياسر عرفات أنه لم يهاجم حماس على الإطلاق كما جرت العادة، ولم يذكر كلمة “انقلاب” بل أكد ضرورة إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، وتلك أيضًا قد تكون رسالة للعدو الإسرائيلي بأن السلطة لديها خيارات متعددة، والحديث عن المصالحة هو مثل الحديث عن التوجه إلى المحاكم الدولية لمقاضاة (إسرائيل) تظل مجرد تهديدات إلا إذا حصلت معجزة وأصبحت حقيقة، ولكن خلاصة الأمر أن الولايات المتحدة تريد تقوية السلطة ولجم التطرف الإسرائيلي لضمان السيطرة على الجماهير في الضفة الغربية وعدم الوصول إلى معارك جديدة مع قطاع غزة، والاستمرار في مفاوضات عبثية من أجل تحقيق إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية مع الدول العربية وكذلك الاستمرار في محاربة المقاومة في الأراضي الفلسطينية.
الأمر الملفت هو أن السفير الأمريكي لم يجرؤ على إبداء أي اعتراض على تشكيل حكومة متطرفة أو تضم كبار المتطرفين الإسرائيليين، وقال: إن الادارة الأمريكية ستترك الأمر إلى ما بعد تشكيل الحكومة لتنظر ما الذي ستفعله أو ستقوله وسيتم التعامل معها بناء على ذلك، ولكن الإدارة الأمريكية ترفض تشكيل حكومة تشارك فيها حركة حماس أو حتى تشارك في تشكيلها دون تدخلها فضلًا عن انتظار تشكيل الحكومة ومراقبة أفعالها وأقوالها، وهذا يظهر حقيقة النفاق الغربي وانحيازه التام للاحتلال الإسرائيلي، ولذلك من المعيب أن نضع نحن الفلسطينيين شروطًا على أنفسنا عند تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مثل الاعتراف بشرعية الاحتلال أو اتفاقيات وقعتها منظمة التحرير مع العدو ولم يلتزم بأي بند من بنودها.