أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على لسان نائب رئيسها في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، أنها على استعداد لتحقيق الوحدة الوطنية وتنفيذ ما جاء في إعلان الجزائر، وأن المرحلة تتطلب إنهاء كل الخلافات والتزام مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
لا بد أن تقابل هذه الدعوة بخطوات عملية من منظمة التحرير ورئاسة السلطة، ولا يجب التغاضي عنها وخاصة أن القضية الفلسطينية تمر بظروف حرجة، ولأن بنيامين نتنياهو وفي إطار جهوده لتشكيل الائتلاف الحكومي القادم قد وعد بشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وكذلك تكثيف الاستيطان، إلى جانب الكثير من الخطوات التي تنذر بالخطر مثل استهداف الفلسطينيين في النقب بالتهجير وملاحقة عمليات البناء في مناطق “سي” لسكان الضفة الغربية فضلا عن إجراءات قد يتم اتخاذها في مدينة القدس.
إذ الهدف من المصالحة كما جاء في بيان حركة حماس هو التفرغ لمواجهة الاحتلال، وأنا أعتقد أن حماس قادرة على الدفاع عن الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو القدس أو الضفة الغربية إذا استدعت الحاجة إلى ذلك، بينما لا يمكنها عمل الكثير -على الأقل حاليًا- لمواجهة الاستيطان ومخططاته في الضفة الغربية، التي تستهدف بناء المنازل والمنشآت في مناطق معينة فيها، وهنا لا بد أن تتحرك السلطة الفلسطينية سواء لإنجاز المصالحة للتفرغ مع بقية الفصائل لمواجهة كافة أشكال الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية أو أن تتحرك وحدها كسلطة أو كمنظمة لوقف الاستيطان الإسرائيلي وتكاثر المستوطنين في الضفة الغربية، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 800 ألف مستوطن، أما بقاء الحال على ما هو عليه فيضر بالقضية الفلسطينية، ولا أعتقد أن تسمح الفصائل الفلسطينية المقاومة باستمرار الاستيطان إلى الأبد، ولذلك قد يصبح الاستيطان مثل الاعتداء على القدس والمقدسيين وحي الشيخ جراح، أي قد تتجدد الاشتباكات بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والعدو الإسرائيلي لأسباب جديدة مثل استمرار الاستيطان والتضييق على السكان وأي انتهاكات أخرى.
لا أحد يريد الذهاب إلى حرب جديدة من الفصائل الفلسطينية وخاصة المقاومة في قطاع غزة، ولكن في المقابل لا يمكن لـ (إسرائيل) أن تنظر للأمر بطريقة خاطئة، فالصبر الفلسطيني لن يطول على جرائمها بحق المقدسيين والمقدسات أو بحق سكان قطاع غزة باستمرار حصاره أو بانتهاكاتها في الضفة الغربية المحتلة، ومن يريد الهدوء لا بد من تحقيق أسبابه، وقد تكون المصالحة وإصلاح أحوال الفلسطينيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية من أهم العوامل التي تحقق الهدوء وإن مؤقتًا.