توافق اليوم الذكرى الـ18 لاستشهاد المجاهدين القساميين مراد القواسمي وعمر الهيموني وإصابة رفيقهم الأسير القسامي إياد أبو شخيدم، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل الذي تحصنوا فيه بمدينة الخليل.
مراد القواسمي
ولد الشهيد القسامي مراد علي القواسمي في 20/6/1979 في أحضان عائلة عُرفت بحبها لفلسطين وانتمائها للحركة الإسلامية، فقدمت ولا تزال الشهداء والأسرى والمبعدين في سبيل الله ودفاعا عن الوطن.
كان القثواسمي حثيث الخطى للمساجد، بشوش الوجه لا تفارق الابتسامة شفتيه، ربطته محبة وثيقة بمسجده، ورجلا عصامياً فعمل مبكراً في مجال الكهرباء وتزوج عام 2000 ورزق بأحمد وآلاء.
اعتقلته قوات الاحتلال عام 2003 لمدة سنة ونصف بتهمة تنظيم خلايا قسّامية، ليخرج بعدها ويواصل الطريق ويشرف مع رفاق دربه على عدة عمليات استشهادية من بينها عملية باص “مترودان” في بئر السبع والتي جاءت للرد على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وبذلك تبدأ معه رحلة المطاردة، حتى حانت لحظة الشهادة.
عمر الهيموني
ولد الشهيد عمر الهيموني في 2/11/1982في مدينة عمان، ودرس كرفيقه في الشهادة مراد القواسمي، الابتدائية في مدرسة الملك خالد، ثم واصل فيها دراسته حتى التوجيهي، واتجه للعمل في التجارة مع والده حتى استشهاده، ويعتبر الشهيد ثاني إخوانه السبعة، وله شقيقتان.
تميز منذ صغره بلزومه مسجد عمر بن عبد العزيز، وقد حافظ طوال سنوات عمره على صلاة الجماعة فيه، فكان محبوبا فيه من قبل الجميع، وقد حفظ الشهيد عدة أجزاء من القرآن الكريم، وحافظ على دماثة خلقه.
بدأت مطاردة الشهيد في مطلع شهر رمضان عام 2004 حيث تمت مداهمة منزل عائلته في حي وادي أبو اكتيله وتم اعتقال أشقائه الثلاثة وهم باسل ومحمد ويحيى، وتم التحقيق معهم عن شقيقهم ومكان وجوده فأكدوا أنهم لا يعرفون عنه شيئا، حتى حان موعد استشهاده مع رفقائه الشهداء.
لحظة الشهادة
بدأت قوات الاحتلال بمحاصرة المنزل الذي كان يتواجد فيه الشهيدان مراد القواسمي وعمر الهيموني والأسير إياد أبو اشخيدم.
وبعد أن رفض المجاهدون تسليم أنفسهم، باشرت قوات الاحتلال بقصف البيت بالقذائف وإطلاق الرصاص عليه، ثم حضرت جرافة لتقوم بهدم جزء من البيت، وبعد ذلك تم تدمير المنزل بالكامل بالديناميت والمتفجرات.
عادت جرافة الاحتلال لتبحث بين الركام عن أشلاء؛ لكنها فوجئت بزخات من الرصاص تنهال عليها، وما هي إلا لحظات حتى عادت الجرافة وأخذ قناصة الاحتلال مواقعهم وبدأوا بإطلاق النار على المكان الذي أطلقت منه النيران.
تبين أن أحد المقاومين وهو إياد أبو اشخيدم حي؛ لكنه مصاب في يده التي كان يحمل فيها السلاح، فتم اعتقاله.
واستمرت المعركة من الساعة العاشرة مساء الأربعاء حتى الثانية عشرة من ظهر الخميس 25/11/2004.