بعد اختتام رئيس دولة الاحتلال أول زيارةٍ له للبحرين، كشفت أوساطٌ عن مزيد من تفاصيلها الاقتصادية لأنها تركزت عليها بعد ارتفاع حجم تبادلهما التجاري من 6.5 ملايين دولار إلى زيادة بمعدل 400٪، لكنّ جوانبها السياسية ليست أقل أهمية، لأنه بالنّظر للتردد الإقليمي والدولي تجاه الحكومة المقبلة، فإنّ هرتسوغ يلعب دورًا حاسمًا بتسويقها خارجياً.
يعد الإسرائيليون هذه الزيارة بدعوةٍ من ملكها خطوةً تاريخيّة أخرى في العلاقات مع الدول العربية، وتعزير التطبيع مع الدول المطبعّة، على أمل أن تتمكن من ضم مزيدٍ من الدول لدائرتها، حيث رافق هرتسوغ وفد من الاقتصاديين لتعزيز وتوثيق التعاون التجاري في مختلف المجالات مع البحرين، في ضوء ما يشهده اقتصادها من تطور لافت.
مع العلم أن كبار الوزراء الإسرائيليين وهم يزورون عدداً من الدول العربية كل بضعة أشهر، سرّا وعلانية، يحرصون على أن ترافقهم وفودٌ تجاريةٌ ورجال أعمال، للمشاركة في مؤتمرات السياحة والزراعة والصحراء، بمن فيهم المصنعون والمصدرون والمبتكرون وكبار المديرين التنفيذيين للشركات العملاقة بغرض إبرام مزيدٍ من الصفقات التجارية.
تتحدث لغة الأرقام أنه في عامي 2020-2021م بلغ حجم التبادل التجاري الإسرائيلي البحريني 6.5 ملايين دولارٍ، دون أن يشمل الخدمات والسياحة، وفي فبراير 2022م أُبلغ عن زيادة في حجم التجارة المتبادلة بنسبة 400٪ مقارنة بفبراير 2021م، وبلغ إجمالي الصادرات من دولة الاحتلال للبحرين خلال 2021م قرابة 8.3 ملايين دولارٍ، في حين بلغ إجمالي الواردات من البحرين إلى إسرائيل 5.3 ملايين دولارٍ.
وفي حين أعلنت وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية أنّه، ولأول مرة، بدأ تصدير الألماس الإسرائيلي إلى البحرين، وقد تصل قيمته إلى ملايين الشواكل في العام المقبل، فإنّ معظم التبادل التجاري بين المنامة وتل أبيب يتم في قطاعات: الأمن الغذائي، والمياه، والصحة، والإنترنت، والتكنولوجيا المالية، والبناء، والكيماويات، والعلوم، والصحة، ومن أهم الأحداث التجارية بينهما الصفقة الموقعة بين شركة مكوروت الإسرائيلية ووزارة البنية التحتية البحرينية، لتوفير تكنولوجيا تحلية المياه، ومراقبة جودتها، وتركيب أنظمتها التقنية في المملكة.
دأب الاحتلال منذ بداية توقيع اتفاقيات التطبيع على تسويق المكاسب الاقتصادية العائدة على الدول “المطبِّعة”، بزعمه أنها سوف تستفيد منه في طرح المشاريع التجارية، ولعله نظرًا لبيئتها الصحراوية، وارتفاع درجات الحرارة، فقد يجدان اهتمامًا كبيراً بالتعاون لمعالجة تغيّر المناخ، بما في ذلك تحلية المياه والزراعة المتقدمة.
تؤكد زيارة هرتسوغ الى البحرين أن اتفاقيات التطبيع باتت تُشكل بوابة لتوسيع علاقات الاحتلال الاقتصادية بالدول العربية، ويتضح ذلك من إشراك الوفود الاقتصادية والتجارية والتقنية والمالية في معظم الزيارات السياسية، على أمل أن يغري ذلك المسؤولين العرب بتوثيق عُرى التعاون مع الاحتلال تحت يافطة المكاسب الاقتصادية.