يخلو حرم جامعة بيرزيت من الطلاب، فكل عاد إلى عائلته لتحتضنه من برد الشتاء القارس، وتطمأن بوجوده بينهم من الأمطار والسيول وغدر الاحتلال.
لكن ثلة من زملائهم، يلفهم البرد والخوف، ويحاصرهم الاعتقال السياسي واستدعاءات قوات الاحتلال، وتترصدهم أجهزة أمن السلطة حال خروجهم من الجامعة.
في حرم بيرزيت، يواصل طلبة الكتلة الإسلامية اعتصامهم لليوم الخامس عشر على التوالي، رفضاً للاعتقال السياسي وللمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين لدى أجهزة السلطة.
حق وحرية
وقال رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت يحيى القاروط، إنه ومجموعة من طلبة بيرزيت موجودون الآن داخل أسوار الجامعة ومعتصمون فيها، رغم الأجواء الباردة والطقس الماطر، وفي العطلة التي يتواجد الطلبة إلى جانب أهلهم وذويهم في دفئ منازلهم.
وأكد القاروط، أنهم يواصلون اعتصامهم للمطالبة بحقهم في العيش بحرية وحياة جامعية آمنة، وعمل نقابي حر دون ملاحقة.
وطالب إدارة جامعة بيرزيت بأن تكون عند مسؤولياتها للدفاع عن أبناءها الطلبة وحقوقهم المشروعة في العمل النقابي وخدمة الطلبة بكل حرية ودون ملاحقة.
كما طالب القاروط أجهزة أمن السلطة بكف يدها عن أبناء جامعة بيرزيت وعدم إرسال أي تهديدات والوعيد للطلبة على خلفية عملهم النقابي داخل أروقة الجامعة.
رسالة لرفاق الجامعة
وفي رسالة لزملائه الطلبة، قال القاروط: “نحن نتابع ويصلنا كل كلمة تكتبونها وكيف أنكم تفعّلون قضيتنا في كل مكان، وأنتم بالفعل تستحقون أن نخوض هذه المعركة من أجلكم”.
وأشار إلى أن “منصاتكم، حساباتكم وكل منبر تستطيعون الحديث فيه عن تهديدات الأجهزة الأمنية لنا هو سلاحكم وأداة الضغط الحقيقية التي بأيديكم ورهاننا دائماً أن من ورائنا أمواج من الطلبة التي يعلم الجميع وزنها ويحسب لها ألف حساب”.
ولفت إلى أن قرار الاعتصام في حرم الجامعة جاء رغم العلم بالخطر من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية في حال اقتحام الجامعة قد لا يكون سهلاً،
وأضاف: “ندرك أن تأسيس مرحلة في جامعة بيرزيت بعيدة عن تدخلات الأجهزة وتهديدها لنا ولكم هو أمر يستحق، وكل شيء يهون في سبيل أن نكمل هذا الدرب الذي سلكناه”.
وأوضح القاروط: “أنّ اعتصامنا في حرم الجامعة كان رفضاً لما رآه زملاؤكم المعتصمون من تعذيب في زنازين المخابرات العامة قبل أقل من شهر ورفضاً للتهديدات التي وصلتنا”.
ونبه إلى أن ما يقومون به خطوة من أجل تأسيس مرحلة لكل طالب حر يريد أن يعيش حياة دون ملاحقة الأجهزة الأمنية، “ولذلك كل كلمة تكتب وتنشر عنّا هي بمثابة صوت لنا يصل للجميع”.
وتستمر أجهزة أمن السلطة في حملة اعتقالات واسعة بحق أنصار ونشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، والتي طالت المئات من المواطنين، بينهم طلبة جامعات وأسرى محررين وأكاديميين.