“لأول مرة منذ إنشاء (إسرائيل)، ستؤدي حكومة العار، الحكومة الإجرامية، اليمين برئاسة متهم جنائي، هذه الحكومة تضع (إسرائيل) في خطر وجودي حقيقي -لا تستسلموا، حاربوا هذه الحكومة بلا خوف حتى تنتهي-.. “هكذا وصف موشيه يعلون الوزير السابق لجيش الاحتلال حكومة بنيامين نتنياهو بعد نيلها ثقة الكنيست الإسرائيلي”.
موقف موشيه يعلون، وقادة آخرون في الكيان الإسرائيلي، وكذلك الإعلام والشارع الإسرائيلي من حكومة نتنياهو دليل على أن معارك نتنياهو وحكومته ستكون داخلية أكثر منها خارجية، الشارع الإسرائيلي يسخر من الحكومة، وخاصة أنَّها نالت ثقة كنيست يرأسه “شاذ جنسيًا”، وغالبيته من المتدينين المتطرفين، ما هذه التركيبة العجيبة؟
إلى جانب الغضب والسخرية التي تتعرض لها حكومة نتنياهو الجديدة، قد تكون هناك خطوات عملية للاعتراض على الحكومة الإسرائيلية من باب محاربتها، وعدم استمرارها لأنها تشكل خطرًا وجوديًا على الكيان المحتل، المدير العام لوزارة الأمن الداخلي تومر لوتان أبلغ الوزير الجديد إيتمار بن غفير عن استقالته، وقد تتوالى الاستقالات والخطوات المعارضة حتى إسقاط الحكومة.
العلاقات الخارجية لن تكون سهلة أمام الحكومة الإرهابية المجرمة، والرئيس الأمريكي جو بايدن هنأ نتنياهو على تشكيل الحكومة، ولكن حذره من التملُّص من “حل الدولتين”، والإقدام على خطوات تعرقله، وقد تتخذ الدول الأوروبية مواقف أشد من الموقف الأمريكي المنحاز كلية إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو، أما أنظمة التطبيع العربية فسوف تكون في حالة حرج شديد أمام شعوبها؛ لأن أعضاء الحكومة الجديدة أكثر وضوحًا في عدائهم للإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية في فلسطين، ولأن الأعضاء الجدد في الحكومة لن يحترموا المطبعين حتى لو أقاموا لهم حائط مبكى في كل ساحة في الإمارات، أو أي من دول التطبيع الأخرى.
إذا نجت حكومة نتنياهو من العقبات الداخلية ومن المجتمع الدولي، فإنها بالتأكيد لن تنجو من الشعب الفلسطيني، ومن مقاومته الباسلة التي ستحاسب الحكومة الجديدة أولًا بأول، ولن يسمحوا لها بتحقيق أي من أهدافها، وخاصة المساس بمقدساتنا وبأمن شعبنا، حسب ما صدر من تصريحات وتحذيرات من كبار قادة المقاومة في كتائب القسام والجهاد وغيرهما من فصائل المقاومة ، إذ لم يعد هناك مجال للسكوت عن استباحة الدماء الفلسطينية، وتدنيس المقدسات الإسلامية، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين ومقدراتهم، تلك المرحلة انتهت إلى غير رجعة، فإن حاولت حكومة نتنياهو اختبار المقاومة فإن ذلك سيكون نهاية الحكومة الإرهابية الجديدة، ونهاية الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة وأوهامها.