أجبر أهالي قرية جوريش جنوب شرق نابلس اليوم الجمعة سلطات الاحتلال على إزالة البؤرة الاستيطانية التي أقامها مستوطنون الليلة الماضية على إحدى التلال التابعة للقرية.
ومنذ ساعات الصباح تجمع المواطنون قرب أراضيهم احتجاجاً على البؤرة الاستيطانية، حيث اندلعت مواجهات أصيب خلالها عدد من المواطنين بالرصاص المعدني والاختناق.
كما أصيب عدد من المستوطنين بجراح إثر رشقهم بوابل من الحجارة من قبل أهالي جوريش الذين تصدوا للمستوطنين وأجبروهم على الرحيل من أرضهم.
وكانت مجموعة من المستوطنين وضعوا كرفانات في منطقة وعر جمة التابعة لأراضي قرية جوريش، على التلة القريبة من مستوطنة “مجداليم” الجاثمة على أراضي المواطنين.
وتقع التلة المصادرة بين قرية قصرى وجوريش، في موقع استراتيجي يطل على الطريق الاستيطاني “عابر الضفة الغربية”، الذي يربط الأغوار وشمالي الضفة الغربية ووسطها، وستحد من التواصل الجغرافي الفلسطيني في المنطقة.
وقال الناشط ضد الاستيطان بشار القريوتي إن عربدة المستوطنين تتصاعد في كافة مناطق الضفة الغربية لإقامة البؤر الاستيطانية العشوائية وخاصة على التلال والمناطق الاستراتيجية.
ونبه إلى أن المستوطنين استهدفوا كافة التلال الواقعة في نابلس، وأي تلال فارغة يتم وضع بؤرة عليها بهذه الفترة في ظل منح الصلاحيات للمستوطنين للقيام بالسيطرة على الأراضي.
القفز بين التلال
ووضعت المنظمات الاستيطانية ومن بينها منظمة “ناحالاه” خطة لوضع عشرات البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وتهدف لانتزاع مليوني دونم من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون، لنشر الاستيطان في الضفة والنقب والجليل
ويؤكد أعضاء “ناحالاه” أنهم يريدون الوصول إلى الجبال لبناء مستوطنات جديدة، عبر القفز بين التلال بمشاركة الشباب اليهود لخلق جيل استيطاني جديد مرتبط بأرض الضفة.
وتقود منظمة “ناحالاه” المستوطنة “دنييلا فايس”، والتي تتطلع لوضع “الميزوزاه” (قطعة توضع على مداخل بيوت اليهود) في كل بقعة من أرض فلسطين وخاصة في نابلس والخليل وأريحا.
وتعتنق “فايس” فكرة أن أرض فلسطين يجب أن تكون لشعب إسرائيل فقط، وأن البؤر الاستيطانية تنشأ كمقدمة لبناء مدن لليهود تتوسع على أرض الضفة.
وإلى جانب “ناحالاه” تنشط عشرات المنظمات الاستيطانية، تمول بعضها حكومة الاحتلال مثل “الحارس ليهودا والسامرة”، و”كيدما”، و”بيت ياتير” التي تزود البؤر الاستيطانية بالمتطوعين للعمل في زراعة الأراضي الفلسطينية المصادرة لصالح المستوطنين.
وشهدت الزيادة السنوية في مخططات الاستيطان ارتفاعا بنسبة 26%، وروج في عام واحد الى بناء 7292 وحدة استيطانية.
وأشارت معطيات ميدانية إلى أن حكومة الاحتلال استولت على 22300 دونم من أراضي الضفة الغربية، في النصف الأول من العام الجاري والتي تعد الأكبر منذ عام 1997.
كما لوحظ تسارعاً وزيادة في إنشاء البؤر الزراعية الاستيطانية خلال السنوات الماضية وبلغ عددهما في الضفة الغربية 62 بؤرة، ما يرفع عدد البؤر الاستيطانية في الضفة 176.