الضفة الغربية– توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 لارتقاء القسامي أيمن حناوي من نابلس، في كمين نصبته له قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستشهد خلاله والدة الشهيد أحمد جاد الله.
ميلاد القسّامي
ولد شهيدنا القسّامي أيمن محمد رشيد حناوي في12/2/1974 في نابلس، تسير به خطواته الأولى إلى مسجد “الخضر” مع شقيقه القائد القسامي “أمجد”، لينهل فيه تعاليم الإسلام ومعاني التضحية والفداء.
دَرس مرحلته الإعدادية والابتدائية في المدرسة الغزَّالية، ومن ثم التحق بالمدرسة الصناعية ليكمل تعليمه في المرحلة الثانوية، إلا أن اندلاع الانتفاضة الأولى واشتراكه بفعالياتها، والإضرابات المتتالية التي كانت تعم أرجاء فلسطين، أخَّرته عن الالتحاق بركب زملائه في الدراسة.
اعتقال وجهاد
مع اندلاع انتفاضة الحجارة، كان الشهيد أيمن من أبرز المشاركين بفعالياتها في حيِّه بمنطقة ” رأس العين” بمدينة نابلس، ليصاب في إحدى مواجهاتها بعيار ناري في فخذه الأيمن، أقعده عن الحركة لفترة العلاج، ليعود بعد شفائه إلى مقارعة الاحتلال.
وفي عام 1992 اعتقلته قوات الاحتلال في سجني “النقب” و”مجدو” بتهمة حيازة السلاح، وحكمت عليه بالسجن لمدة سنة ونصف، وأعادت اعتقاله في عام 1996 بعد أن اشترى منه شقيقه “أمجد” سيارة نفذ فيها عملية إطلاق نار أدت لقتل مستوطنين.
وخضع الشهيد أيمنت على خلفية هذه العملية للتحقيق المكثف في سجن السلطة لمدة أسبوعين لم يسفر عن شيء، ليكمل بعدها حياته بعد أن تعلم مهنة الحلاقة، وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء في عام 1998، وانضم حينها إلى كتائب القسام.
بقي يمارس حياته بشكل اعتيادي، تشتيتاً لأي اعتقاد من قبل عيون الاحتلال بعلاقته بأي عمل عسكري، وخلال مواجهات مع الاحتلال في انتفاضة الأقصى أصيب حناوي برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس إبان عملية “السور الواقي”، ليصبح بعدها مطاردًا.
وتعرض لمحاولة اغتيال في أكتوبر عام 2002 مع إخوانه الشهيدين من “سرايا القدس” أحمد جاد الله وعلاء مفلح، بعد أن باغتتهم قوات الاحتلال بقطع طريقهم وهم يستقلون سيارتهم في حي ” رأس العين”، وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد أخويه، فيما استطاع حناوي بعد أن اشتبك الانسحاب من مكان العملية بعد أن أصيب بكسر في يده.
موعد الشهادة
في صبيحة يوم الجمعة 24/1/2003 خرج القسّامي حناوي بصحبة والدة الشهيد أحمد جاد الله “سعاد صنوبر”، بمهمة لمساعدة شبان المقاومة على طريق” بيت ايبا” العلوي، ليتفاجأ الاثنان بقوات خاصة إسرائيلية تتبع آثرهما.
ونصب الاحتلال لهما كمينًا مسلحًا في المنطقة الحرشية القريبة من المكان، ليباغتاهما بإطلاق النار عليهما بشكل مباشر، ويصاب الاثنان مباشرةً، إلا أن الشهيد أيمن حناوي مد يده ليسحب سلاحه، إلا أن كثافة الرصاص الذي انهال عليه من القوات الصهيونية، وعلى كل جوانب جسده قد خار من قواه، حتى فاضت روحمها إلى باريها.
واحتجزت قوات الاحتلال جثمانيهما لساعات طويلة، ولم تفرج عنهما إلا قبيل عصر ذلك اليوم، وانطلقت مسيرة حاشدة بجثماني الشهيدين من أمام مستشفى “رفيديا” تهتف بروح الشهيدين ومتوعدة قوات الاحتلال بالرد على هذه الجريمة الجبانة، ليتم بعدها دفن الشهيدين في المقبرة الغربية من مدينة نابلس.