توافق اليوم الذكرى السنوية الواحدة وعشرين على عملية الاستشهادي القسامي فؤاد إسماعيل الحوراني من مخيم العروب شمال مدينة الخليل، والذي فجّر نفسه داخل مقهى “مومنت” القريب من منزل رئيس حكومة الاحتلال بالقدس المحتلة في 09 آذار/ مارس 2002، ما أسفر عن مقتل 15 صهيونياً وإصابة أكثر من 90 آخرين.
ولد شهيدنا القسامي فؤاد الحوراني في العاصمة العراقية بغداد بتاريخ 20/5/1980، وانتقل بعد ولادته في العراق للعيش في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في أكناف أسرة فلسطينية محافظة استقر بها الحال والإقامة في مخيم العروب شمال مدينة الخليل.
نشأ شهيدنا الفارس في عائلة بسيطة متدينة تعود أصولها إلى بلدة المسمية القريبة من بيت جبريل غرب مدينة الخليل، التي هاجر منها أجداده عام 1948م بفعل الإجرام الصهيوني الذي قتل وشرد وخرب وحرق ودمر كل ما وقعت عليه يداه في محاولة لسلب الأرض وإفراغها من أهلها.
متفوق في دراسته
تلقى شهيدنا تعليمه في المدارس بمخيم العروب في مدينة الخليل، فكان من الطلبة المتفوقين في دراسته وكان من التلاميذ المحبوبين لمدرسيهم فكان طالبا مجتهدا، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية المجتمع في مدينة رام الله تخصص رياضة، ودرس فيها لمدة سنتين ولم يحصل على الشهادة الدنيوية، ونال أغلى وأعلى شهادة وهي الشهادة في سبيل الله.
التزم فارسنا درب الهداية والرشاد منذ نعومة أظفاره، وحافظ على صلاة الجماعة في المساجد، وكان صوام قوام، وصاحب خلق رفيع.
وقبل استشهاده بيومين اتصل فؤاد بأمه، ووعدها بأنه سوف يحضر للمخيم خلال يومين أو ثلاث، وكان يُذكّر أفراد عائلته بصلاة التهجد والمحافظة على العبادات.
الاستشهادي البطل
توجه القسامي فؤاد الحوراني إلى موقع عمليته الاستشهادية في يوم التاسع من آذار/ مارس لعام 2002، والتي كانت داخل مقهى “مومنت” القريب من منزل رئيس وزراء الاحتلال وسط مدينة المحتلة.
تقدم الاستشهادي البطل نحو المقهى، وقامت بتفجير نفسه داخله وسط حشد من الصهاينة، ما أسفر عن مقتل 15 مستوطناً وإصابة أكثر من 90 آخرين بجروح، من بينهم سبعة في حالة خطرة جداً، واتضح فيما بعد أن كافة القتلى هم من جنود الاحتلال.
أقام أنصار الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل حفلاً تأبينيا للشهيد القسامي فؤاد الحوراني، الذي استشهد بعد أن قتل 15 صهيونيا في مدينة القدس المحتلة، وقد اصطف المئات من طلبة الجامعة وهم يحملون الرايات الخضراء المزينة بكلمة التوحيد، ويضعون على رؤوسهم عبارة التوحيد.