وجّهت حركة المقاومة الإسلامية حماس رسالة تحذيرية صريحة للعدو الإسرائيلي على لسان السيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
إذ قال: إن محاولة الاحتلال توظيفَ شهر رمضان لفرض سياسته في التقسيم الزماني والمكاني والسماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية سيوَاجه بردة فعل شعبنا بكل تأكيد.
أنا سأتوقف عند كلمات قالها في معرض تحذيره أو تهديده للاحتلال، إذ قال: “لا “بن غفير” ولا غيره يملك أن يقتلع أهلنا من أرضهم وبيوتهم، ولقد حاول ذلك في الشيخ جراح وشاهد بأمِّ عينه ماذا كانت ردة فعل شعبنا في القدس والضفة الغربية ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة والتي لم تتأخر عن نصرة القدس وأهلها”.
تسميته لـ “بن غفير” تحديدًا يعني أن الرسالة التحذيرية صدرت بسبب التصريحات المنسوبة لـ “بن غفير” أمام قادة شرطة الاحتلال وهي اعتزامه إغلاق المسجد الأقصى آخر أسبوع من شهر رمضان؛ بسبب ما يسمى عيد الفصح ومن أجل تخصيص ساحات الحرم لليهود فقط، هذه قضية خطيرةٌ جدًّا في نظر الشارع الفلسطيني وفصائله المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، والتحذير جاء مبكرًا حتى يعيد الاحتلال حساباته تفاديًا للوقوع في شرّ أعمال “بن غفير” وغيره من الأشدّ تطرفًا في حكومة نتنياهو، كما أن هذا التحذير يشبه إلى درجة كبيرة تحذيرات حماس سواء من قادتها السياسيّين أو العسكريّين قبل معركة سيف القدس.
السيد صالح العاروري ذكَّر الاحتلال بردة فعل الشعب الفلسطيني على ما كان يعتزم فعله في حي الشيخ جراح الذي كان سببًا في اندلاع معركة سيف القدس، إذ ذكر ردة فعل أهل القدس ثم الضفة الغربية ثم ردة فعل المقاومة في قطاع غزة التي بدأت حربًا مع العدو الإسرائيلي، وهي خطوة غير مسبوقة للمقاومة في غزة ولم يعهدها أو يتوقعها الاحتلال الإسرائيلي.
لو عدنا إلى الأجواء التي اندلعت فيها معركة سيف القدس، لوجدنا أن ردة فعل المقدسيين قبل الحرب اقتصرت على بعض المظاهرات في حي الشيخ جراح، والضفة الغربية كانت أقلّ حماسًا للتظاهر، وفي المقابل كانت تهديدات كتائب القسام والمكتب السياسي لحركة حماس شديدة، ولكن مع اندلاع الحرب وتساقط صواريخ المقاومة على تل أبيب والكيان الإسرائيلي، وعلى المستوطنات في الضفة الغربية، دبّت روح الثورة في القدس والضفة الغربية وفي المناطق المحتلة عام 48، ومنذ ذلك الحين تصاعدت المقاومة في هذه المناطق وما زالت في حالة تصاعد، أي أن الرسالة التحذيرية من حركة حماس للعدو الإسرائيلي تشبه التي قبلها، ولكنّ الظروف تغيّرت كثيرًا لصالح المقاومة الفلسطينية التي تطوّرت وتقدّمت، وضد دولة الاحتلال التي تعاني من تفكك مجتمعي وبداية تمرد عسكري ومظاهرات شعبية عارمة ضد حكومة المتطرفين الأغبياء.