جنين-
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 لاستشهاد أحد أبطال كتائب القسام في مخيم جنين، الشهيد محمد محمود طالب خلال تصديه لقوات الاحتلال في معركة جنين عام 2002.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد محمد محمود حامد طالب في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بتاريخ 12/4/1982م وتربى الشهيد في أحضان عائلته حتى أتم الشهيد محمد دراسته الأساسية والإعدادية في مدرسة وكالة الغوث في المخيم.
وبعد شهرين من تخرج الشهيد محمد من معهد قلنديا بدأت أحداث انتفاضة الأقصى المبارك حيث شارك الشهيد محمد مع الشباب المسلم في مخيم جنين في كثير من النشاطات والفعاليات الجهادية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
ومع تطور وتقدم العمل المقاوم والجهادي للفصائل الفلسطينية في مدينة ومخيم جنين وما تبع ذلك من انخراط كثير من الشباب الفلسطيني في العمل المسلح انتقل الشهيد محمد للعمل في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، حيث عمل في الحراسة الليلية وزرع العبوات الناسفة حول المخيم.
كما ساعد الشهيد محمد رفاقه المجاهدين في سرايا القدس وشهداء الأقصى في أعمال التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني أثناء عملية الاجتياح الأول.
معركة مخيم جنين
تقول والدة الشهيد محمد محمود طالب (حضر ابني محمد للبيت قبل بدء دخول قوات الاحتلال للمخيم، حيث قام بتوديع والده وإخوته وقبّل يدي وطلب مني أن أرضى عنه وأن ادعوا الله له بالشهادة، ثم خرج من المنزل وبعدها بساعات بدأت المعركة).
وتكمل والدة الشهيد قائله (اتصل فينا محمد وأخبرنا أنه متواجد في الناحية الغربية من المخيم مع جماعة الشهيد يوسف ريحان (أبو جندل) ومعه أيضا كل من الشهيد نضال سويطات ونزار المطاحن، كما وأعلمنا أنه تمكن هو ورفاقه من محاصرة مجموعة من الجنود في أحد البيوت يوم الخميس 4/4/2002م تمكنوا من خلالها من قتل أربعة منهم، ثم أقفل الخط بعد أن طلب مني أن ألا أقلق عليه).
اشتدت المقاومة
وفي يوم الجمعة 5/4/2002م اشتدت المقاومة وأعمال التصدي لقوات الاحتلال في تلك المنطقة أصيب خلالها عدد من أفراد الأمن الوطني الفلسطيني الذين قاتلوا لجانب (أبو جندل).
قام كل من الشهيد نزار المطاحن ونضال سويطات ومحمد طالب بنقل اثنين من أفراد الأمن الوطني لمنطقة الساحة ووضعهم في بيت (خالد السعدي) للقيام بإسعافهم، وبينما قاموا بذلك رصدت طائرة صهيونية مكانهم حيث باشرت وعلى الفور بضرب عدد من الصواريخ على المنزل ما أدي لاستشهاد محمد ونضال ونزار واثنين من أفراد الأمن الوطني على الفور.
بعدها بقيت جثث الشهداء الخمسة 12 يوما وهي ملاقاة على الأرض دون أن يسمح لأحد من دفنها، كانت جثة الشهيد محمد قد تحللن بشكل كبير ووجد وهو يحتضن سلاحه (قطعة من نوع كلاشنكوف) كان قد أعطاه إياها الشهيد البطل يوسف ريحان (أبو جندل) بعد أن استشهد صاحبها وهو من أفراد الأمن الوطني.
نبأ استشهاده
وتقول هنا والدة الشهيد محمد طالب: “بعد أن انسحب الجيش الصهيوني من المخيم وانتهت المعركة، عرفنا بنبأ استشهاد محمد ذهبت أنا ووالده لمكان الجثة في بيت خالد السعدي وكانت جثة كل من محمد ونضال سويطات ونزار مطاحن بجانب بعضهم وكأنهم استشهدوا في نفس الصاروخ الذي أطلقته الطائرة عليهم”.
وتابعت: “لقد درس هؤلاء الشباب مع بعضهم وعملوا واستشهدوا أيضا مه بعضهم وإن شاء الله بتقبلهم ربنا شهداء ويرضى عليهم”.
أما والد الشهيد محمد فيقول معلقا على استشهاد محمد: “لقد أحب محمد الشهادة وقد نالها وأنا مسرور جدا لأن أحد الذين كانوا معه قال لي أن محمد قرأ القرآن قبل أن يستشهد وكان يقول لمن حوله “ألا تشمون رائحة الجنة، إني أشمها من قريب”.