نابلس-
شعلتا جبل النار، وأبناء جامعة النجاح الوطنية بنابلس، الرائدان المؤسسان في حركة “حماس”، اللذان أظهر إبعاد مرج الزهور معدنهما الأصيل وصوتهما الصادح بالحق، هما الشهيدان القائدان جمال منصور وجمال سليم.
ولد جمال منصور وجمال سليم في نابلس، وعرفتهما جامعة النجاح بنشاطهما الوطني والنقابي.
قائد طلابي
فمن كلية المحاسبة والعلوم الإدارية، حصل جمال منصور على درجة البكالوريوس، وبرز دوره مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، فترأس الكتلة الإسلامية أوائل الثمانينيات في جامعة النجاح لثلاث دورات.
كما أسس القائد منصور مع مجموعة من القيادات الطلابية، إطارًا نقابيًّا على مستوى الوطن باسم الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين ومقره القدس.
ولأنها جامعة الشهداء، كانت النجاح قبلة القائد جمال سليم للحصول على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية.
ورغم الملاحقة، تمكن القائد سليم من نيل شهادة الماجستير عام 1996، وكانت رسالته بعنوان “أحكام الشهيد في الإسلام”.
جيل التأسيس
انضم الشيخان في وقت مبكر من حياتهما إلى جماعة الإخوان المسلمين، إذ يعتبران من جيل التأسيس في حركة حماس.
استطاع جمال منصور ومن خلال سجنه لدى الاحتلال والسلطة، أن يطور نفسه ويكتشف طاقاته ومواهبه، حيث أبدع في الرسم، وهو أول من رسم شعار حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وقد ألّف جمال منصور العديد من المؤلفات، منها: كتاب التحول الديمقراطي الفلسطيني من وجهة نظر إسلامية، وكذلك كتاب أجنحة المكر الثلاث، وله العديد من المنشورات والدراسات التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وكان بارعًا في الكتابة، وتعامل بكتابة التقارير والمقالات لعدد من الصحف والمجلات.
ملحمة صمود
لمع نجمهما في وسائل الإعلام بعد إبعادهما إلى جنوب لبنان عام 1992، فكانا متحدثين مفوهين واستطاعا نقل معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة والعيش بكرامة.
مثل الإبعاد للجمالين يمثل ملحمة بطولية صمودية حقيقية للقادة الذين أعطوا صورة للثبات والصبر والإيمان بحتمية العودة، رغم صور العقلية الهمجية للصهيونية البشعة التي استهدفت تفريغ الأرض عبر سياساتها البائسة التي فشلت في إطفاء جذوة الانتفاضة”.
نموت وتحيا القدس*
كان الاسم -جمال- نقطة التقاء القائدين منصور وسليم، وكان العمل الوطني والانتماء للفكرة ذاتها، وللمنهج ذاته نقطة التقائهما، فشكلا صورة نابلس جبل النار في ثوريتها وعنفوانها ومقاومتها.
ففي عرس الشهيد صلاح الدين دروزة الذي استشهد قبلهما بأيام، كان الخطاب ذا شجون في التأكيد على الثوابت والاستمرار في النهج وتجديد العهد على الوفاء، مستعرضين مناقب الشهيد أبي النور الذي خاض معهما في طريق المقاومة والجهاد سنوات طويلة.
تحدث القائد جمال سليم برسالة واضحة جلية: نموت وتحيا القدس.. نموت ويحيا الأقصى ، أما القائد جمال منصور فشدد على أن رصيد الحركة من الأبطال يُعد بالآلاف، وذلك ردًا على سياسة الاحتلال في اغتيال القادة والمجاهدين، وأن جرائم الكيان لن تمر دون رد.
كان الرد الصهيوني إليه أسبق، إذ كانت الكلمات الأخيرة وخطبة الوداع لكليهما، ففي يوم 31/7/2001م قصفت طائرات الاحتلال المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام؛ ما أدى إلى استشهاد الجمالين مع عدد من موظفي المركز، ليتوجا بالشهادة حياة عامرة بالجهاد والمقاومة والتضحية سعيًا إلى تحرير الأرض والمقدسات.