رام الله-
في الثاني عشر من ديسمبر عام 2022، أعلن مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت الذي تقوده الكتلة الإسلامية، الدخول في اعتصام مفتوح داخل الحرم الجامعي للمطالبة بالإفراج عن طلبة الجامعة المعتقلين سجون السلطة.
في ذلك الوقت كان 9 من طلاب الجامعة، وبدلاً من الجلوس على مقاعد الدراسة، تعلق لهم حبال الشبح والتعذيب في زنازين السلطة بالضفة الغربية، بسبب نشاطهم الطلابي وآرائهم السياسية.
وكانت أجهزة السلطة تلاحق مزيداً من طلبة بيرزيت، لكنهم قرروا الاعتصام المفتوح داخل الجامعة وفضح ما يتعرضون لهم من اعتقال وتعذيب وتهديد.
برد وتهديدات
وفي شتاء ديسمبر القاسي، استمر الاعتصام طوال 24 يوماً لم يخرج الطلبة المعتصمين من الجامعة، حرموا خلالها من عائلاتهم وأصدقائهم وقضوا فترة العطل داخل الجامعة.
رئيس مجلس طلبة بيرزيت يحيى القاروط كان من بين المعتصمين، شرح الظروف الصعبة للاعتصام، قائلاً إن الطلبة كان يلفهم البرد والخوف، ويحاصرهم الاعتقال السياسي واستدعاءات قوات الاحتلال، وتترصدهم أجهزة أمن السلطة حال خروجهم من الجامعة.
وأضاف أن الطلبة حرموا لأكثر من ثلاثة أسابيع من التواجد بجانب أهلهم وذويهم في دفئ منازلهم، لكنهم أصروا على حقهم في العيش بحرية وحياة جامعية آمنة، وعمل نقابي حر دون ملاحقة.
فعاليات اسنادية
لم تقف جهود الكتلة الإسلامية في بيرزيت عند الاعتصام لمواجهة الاعتقال السياسي، فأطلقت رسائل لباقي الطلبة بتفعيل منصاتهم، وحساباتهم وكل منبر يستطيعون الحديث فيه عن تهديدات الأجهزة الأمنية.
رافق ذلك، فعاليات داخل الجامعة لمناصرة قضايا الطلبة ورفض الاعتقال السياسي.
وأقامت الكتلة الإسلامية جداريات، وحوارات ومؤتمرات بهدف ربط الطلبة بقضية زملائهم المعتصمين.
ومن أبرز تلك الفعاليات، مؤتمر نظمته الكتلة بعنوان “أحرار بيرزيت بين التنسيق والملاحقة”، رفضاً للاعتقال السياسي الذي يستهدف طلبة الجامعة.
وشارك في المؤتمر مرابطات مقدسيات، وعائلات شهداء وأسرى إلى جانب حقوقيون ونشطاء، بهدف تسليط الضوء على قضية الطلبة المعتصمين، وحقهم بممارسة نشاطهم الطلابي بحرية ودون ملاحقة.
وأكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة تحرك العائلات والمؤثرين على مواقع التواصل لإسناد الطلبة المعتصمين في جامعة بيرزيت.
مرحلة جديدة
في الرابع من يناير 2023، أعلن الطلبة المعتصمون في جامعة بيرزيت انتهاء اعتصامهم ضد الاعتقال السياسي، الذي استمر ل24 يوماً بعد تعهدات من الأجهزة الأمنية بعدم اعتقال أي طالب منهم، بعد تدخل عدد من الوساطات والتنظيمات وجهات سياسية ومؤسسات حقوقية.
وأوضح الطلبة أن تعهدات وصلتهم من المؤسسة الأمنية، بأنه لن يتم اعتقال أي من المعتصمين حال خروجهم من الجامعة.
ووجه الطلبة التحية لزملائهم في جامعة بيرزيت الذين احتضنوهم وكانوا لهم الدرع الأول.
وأكدت الكتلة أنها تعمل على تأسيس مرحلة جديدة في جامعة بيرزيت، بعيدة عن تدخلات الأجهزة وتهديدها للطلبة وتعذيبهم في زنازين المخابرات والوقائي وهو أمر يستحق التضحية.