توافق اليوم الذكرى السنوية التاسعة وعشرين لاستشهاد القائد القسامي عبد المنعم أبو حميد، ورفيقه القسامي زهير فراح، في بلدة الرام بالقرب من مدينة القدس المحتلة، واللذين ارتقيا برصاص قوات خاصة من جيش الاحتلال بتاريخ 31 آيار/ مايو1994.
ميلاد القسامي أبو حميد
ولد المجاهد القسامي عبد المنعم محمد يوسف أبو حميد في مخيم الأمعري عام 1970 لعائلة مهاجرة من بلدة السوافير الشمالية، كانت قد انتقلت إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل هجرتها مرة أخرى عام 1970 لأسباب اقتصادية إلى منطقة رام الله.
نشأ عبد المنعم وترعرع في المساجد، مما ولد لديه مفهوماً خاصاً به حول الإسلام قربه من الحركة الإسلامية التي سرعان ما أصبح أحد أعضائها وهو طالب في كلية الآداب بجامعة بير زيت، واعتقل مرة واحدة عام 1987.
وتميز الشهيد حميد بالتفوق في دراسته، والتزامه الديني، فقد شارك في الانتفاضة الأولى وأصيب فيها في ساقه، ومن ثم اعتقل عامين ونصف بعد قيامه بإخفاء المجاهد أشرف بعلوجي منفذ عملية الطعن في يافا والتي قتل خلالها ثلاثة من الصهاينة.
بعد خروجه من السجن التحق بجامعة بيرزيت كلية الآداب، واعتقل في سنته الأولى لمدة ثلاثين يوما، قام خلالها وبخطة مسبقة مع كتائب الشهيد عز الدين القسام باختراق جهاز الشاباك الصهيوني عن طريق الموافقة على التعاون معهم.
رحلة المطاردة والشهادة
عقد شهيدنا لقاء مع ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة رام الله، ضابط الشاباك الصهيوني «نوعم كوهين» ، ليتم اغتيال الضابط في عملية قسامية معقدة .
ويمكن القول إن بداية التفكير بهذا العملية تعود إلى يوم الخميس الموافق 16 كانون أول (ديسمبر) 1993، حين داهمت قوة من الجيش الصهيوني يرافقها ضباط من جهاز الشاباك منزل عائلة المجاهد عبد المنعم أبو حميد في مخيم الأمعري وعاثت فيه تفتيشاً وتخريباً وإتلافاً لمحتوياته وتركته في حالة دمار كاملة، بعد أن سلمت صاحبه تبليغاً يقضي بمثول المجاهد عبد المنعم أمام ضابط الشاباك في الإدارة المدنية برام الله بعد ثلاثة أيام.
بدأت رحلة المطاردة للمجاهد عبد المنعم أبو حميد بعد العملية مباشرة، ليلقب بـــــ “صائد الشاباك” وفي تلك الأثناء قام الشهيد عبد المنعم بالاتصال براديو العدو وإبلاغهم أنه ومجموعته هم المسؤولون عن تصفية الضابط في أحد أحياء المنطقة الصناعية القديمة القريبة من قرية بيتونيا جنوب رام الله.
وفي مساء 31/5/1994 قامت وحدة خاصة من “المستعربين الصهاينة ” بإعدام الشهيد عبد المنعم، وكان يرافقه القسامي زهير فراح في بلدة الرام بالقرب من القدس المحتلة.
وقام “المستعربون” بإطلاق 6 رصاصات على رأس الشهيد و17 على صدره، كما فعلوا ذلك في رفيقه زهير فراح.
ميلاد الفارس فراح
كان عام 1970 على موعد مع ميلاد زهير رضوان عبد الجواد فراح، ونشأ في بلدة الرام التي اعتاد الذهاب مع والده للمسجد، وليتعرف رويدا رويدا على شبابه الذين كانوا يصحبونه إلى المسجد الأقصى.
كبر زهير والتحق بجامعة القدس ليبدأ المشوار في تكوين الكتلة الإسلامية مع مجموعة منها القائد الشهيد عادل عوض الله ومجموعة من إخوانه، الذين أحدثوا تغييراً على أيدهم في أول انتخابات شارك فيه التيار الإسلامي حصل على 80% من الأصوات.
حرص زهير ومع بزوغ فجر الانتفاضة لذاته أن تتقدم الصفوف، ليشارك وبجد في أنشطتها وليكون من غير منازع صقر الرام في الجهاد والمقاومة.
موعد الشهادة
لمع الشهيد نجمه في تلك الفترة ليلقى القائد القسامي عبد المنعم أبو احميد وعلي العامودي، والذي من خلالهم كلف رعاية المطاردين وحراسة أماكن المبيت والتنقل، ثم ليرتقي بعد ذلك في صفوف القسام ليصبح المرافق للشهيد القائد، وليخطط لمجموعة عمليات جهادية مهمة في أوج نشاط القسام عام 1994.
أقدار الله كانت ترسم لزهير خطاه، وفي صبيحة 31/05/1994 كان كرم الله بالشهادة يصطفي زهير، وصاحبه القائد عبد المنعم أبو احميد بعد مطاردة كبيرة.