الضفة الغربية-
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس القيادي حسام بدران إن الأسير المقدسي محمود عيسى قائد مميز من أصحاب السبق والفضل.
ووصف بدران القائد “عيسى” أنه من أهل التضحية والمبادرة، ومن رجال الصبر والصمود والثبات.
وأضاف: “هو أحد أعمدة الفخر المقدسية، وأحد النماذج التي تستحق أن يقتدى بها وتتعلم سيرتها الأجيال”.
وأنهى الأسير المقدسي القائد محمود عيسى (55) عاما، من سكان القدس المحتلة، عامه الاعتقالي 30 على التوالي في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
والأسير عيسى محكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و(46) عاما، وهو من عمداء الحركة الأسيرة والأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق “أوسلو”.
وأمضى القائد عيسى في العزل ما مجموعه (13) عاما، حُرمت عائلته خلالها من زيارته، انتهت بعد إضراب الأسرى عام 2012م إلى جانب مجموعة من قيادات الأسرى التي عانت طويلا من العزل.
سيرة قائد
ولد الأسير عيسى في بلدة عناتا شمال شرق مدينة القدس المحتلة، في 21 مايو 1968م، ودرس في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القدس، وانضم لحركة حماس، ثم لكتائب القسام مع اندلاع انتفاضة الحجارة.
قام عيسى بتأسيس أول خلية عسكرية تابعة لحركة “حماس” في منطقة القدس، مطلقاً عليها اسم “الوحدة الخاصة 101″، التي نفذت عدة عمليات وكان من ضمن مهامها أسر جنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
قاد عيسى مع رفاقه عملية أسر الرقيب أول في جيش الاحتلال “نسيم توليدانو”، قرب مدينة اللّد المحتلّة بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 1992، وطالبوا سلطات الاحتلال بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مقابل الإفراج عنه، لكن الاحتلال لم يستجب لمطلبهم فقُتل توليدانو.
وصنف الاحتلال هذه العملية، على أنها أخطر عملية أسر في تاريخ المقاومة الفلسطينية، واستدعت اجتماع الكنيست يومها، وأعلن عن ضرورة اعتقال أخطر خلية في شرق القدس.
أنتج عيسى في سجنه عدة مؤلفات أبرزها رواية (حكاية صابر)، و(المقاومة بين النظرية والتطبيق)، و(عبر لمن يعتبر، أقاصيص من التاريخ) ومجموعة من المؤلفات تتعلق بتفسير القرآن الكريم.
والأسير عيسى هو صحفي، إضافة إلى رحلته النضالية الطويلة، فقد عمل مديراً لمكتب صحيفة “صوت الحرية والحق” التي كانت تصدر في الأراضي المحتلة عام 1948م.
يُشار إلى أن عيسى الذي يقبع في سجن “نفحة”، له خمس شقيقات، وثلاثة أشقاء، وفقد والده بعد عام على اعتقاله، بينما توفيت والدته الحاجة عائشة موسى نهاية العام الماضي بعد مسيرة حافلة بالصبر والصمود والعطاء.
ويتوزع الأسرى المقدسيون على معظم السجون، لكنهم يتركزون في سجون النقب ومجدو وجلبوع، في حين تقبع الإناث في سجني الدامون والشارون، وعدد من القاصرين يقبعون في سجن أوفك مع الجنائيين.