نابلس-
لا اقتحام دون اشتباك.. ولا اعتداء دون مواجهة.. قاعدة أرستها المقاومة في نابلس، وشبابها الثائر، وبات كل اقتحام تنفذه قوات الاحتلال في المدينة يواجه بالرصاص والعبوات المتفجرة.
وخلال شهر مايو الماضي، نفذ أبطال نابلس 225 عملاً مقاوماً استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين.
ومنذ بداية العام 2023، رصد مركز المعلومات الفلسطيني – معطى – 169 عملاً مقاوماً في بلدة حوارة وحدها، أسفرت عن مقتل (3) مستوطنين، وجرح 16 آخرين.
وكانت عملية الشهيد القسامي عبدالفتاح خروشة، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين بتاريخ 26-2-2023 من أبرز العمليات.
وشملت أعمال المقاومة في حوارة 28 عملية إطلاق نار، و3 عمليات دهس، وعملية طعن واحدة، و7 عمليات حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية، و17 تحطيم مركبات ومعدات عسكرية إسرائيلية، وإلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية 9 مرات.
فعل ثوري
وقال الكاتب الصحفي نواف العامر إن محافظة نابلس تصدرت عمليات المقاومة خلال الشهر الماضي على الرغم من كل عمليات الاحتلال.
وأضاف العامر لقناة حطين الرقمية، أن نابلس تشكل مركز مواجهة قوية مع قوات الاحتلال على الرغم من محاصرتها بالحواجز من كافة الجهات.
وأشار إلى أن محافظة نابلس تميزت تاريخياً بالفعل الثوري القوي، وأن أي عمل مقاوم فيها بإمكانه أن يؤلم الاحتلال.
ونبه العامر إلى أن الاحتلال يعزز من قواته في الضفة الغربية في محاولة لتجديد الروح المعنوية لقواته ومستوطنيه التي تأثرت عقب عملية العوجا.
إصرار وتحدي
بدوره أكد الناشط خالد دويكات من نابلس، أن كل محاولات الاحتلال لردع الفلسطينيين باءت بالفشل أمام إصرارهم على نيل حريتهم والدفاع عن مقدساتهم.
وأوضح دويكات أن الاحتلال استخدم على مدار تاريخه سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، ولكنه في كل مرة يصطدم بازدياد المقاومة.
وأشار إلى أن الفلسطينيين لا يهابون من تصريحات الاحتلال المتكررة بنيته شن هجوم أو عملية عسكرية، وهي لا تتعدى كونها محاولات منه للترهيب وإظهار نفسه لجبهته الداخلية.
وخلال شهر مايو كانت مناطق نابلس والخليل والقدس، الأكثر تعرضاً لانتهاكات الاحتلال، بواقع (1140، 442، 410) انتهاكاً على التوالي.
وشملت انتهاكات الاحتلال عمليات اعتقال واعتداء ومصادرة أراضي وهجمات للمستوطنين على القرى والمزارعين الفلسطينيين.
تاريخ مقاوم
وطالما اعتبرت نابلس عريناً لأبطال القسام، كالقائد القسامي زهير لبادة “أبو رشيد”، الذي كان له دور كبير ومميز وفعال، خاصة مع المجموعات القسامية الأولى التي كان يترأسها المحرر زاهر جبارين، وعدنان مرعي وعلى عاصي وبشار العمودي في بداية التسعينات، كما عمل مع الشهيد المهندس يحيى عياش.
وقدمت نابلس العشرات من شهداء القسام وقادة حماس، مثل القائدين جمال منصور وجمال سليم، والمجاهدين القساميين سعيد قطب وسعد زامل، وسعد غزال.
ومن مهندسي القسام في نابلس عاصم عصيدة الذي استشهد في اشتباك مسلح مع الاحتلال عام 2002، بعد يوم من تنفيذه عملية إطلاق نار أدت لمقتل 10 من جنود الاحتلال.
أما القسامي عاصم ريحان، فهو منفذ عملية “عمانوئيل” البطولية التي أسفرت عن مقتل 22 مستوطناً وإصابة العشرات.
ونفذ القسامي محمد جميل عودة من بلدة قريوت جنوب نابلس، عملية فدائية داخل مقهى في “ريشون لتسيون” جنوب “تل أبيب” عام 2002، ما أدى إلى مقتل 20 مستوطناً وجرح العشرات..
وزفت كتائب القسام الشهر الماضي أبطال عملية الأغوار حسن قطناني ومعاذ المصري وإبراهيم جبر، الذين ثأروا لمرابطات المسجد الأقصى اللاتي سحلهن الاحتلال في شهر رمضان.
ونفذ القساميان معاذ المصري وحسن قطناني، العملية في أكثر الأماكن تحصينا لقوات الاحتلال في منطقة الأغوار، في السابع من أبريل/ نيسان الماضي على الشارع الاستيطاني 57 بالقرب من مفترق الحمرا شمال الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 3 مستوطنات من مستوطنة إفرات في بيت لحم.