الضفة الغربية:
مكر مفر مقبل مدبر معًا، مِن بين زقاق “السموع” خرجَ وعيناه ترنوان للثأر المبينِ، وقلبُه يخفق نصرةً لجنين التي تتعرضُ لعدوانٍ همجي صهيوني.
متسلحًا بالعزمِ والتصميم، قاسمًا أن يحيلَ نهار تل أبيب إلى ليلٍ مظلم، تضجُّ بها سيارات الإسعاف ويُسمع دويّها عاليًا، وتُجهز الأكفانُ والقبور للعابرين ولسان حاله يقول “جنين ليست وحدها”.
“عبد الوهاب عيسى حسين خلايلة” ابن حركة حماس، و فارس فلسطيني ذو الـ20 عامًا، عشق تربَ هذا الوطن وأقصاه، وعايش مجازر الاحتلال ورأي بأم عينه القصف والموت والدّمار والاجتياحات المتكررة، فأراد إيصال رسالة للاحتلال بأنّ ليس لكم أمان هنا على أرض فلسطين، وأن مجازركم ستغدو وبالًا عليكم.
بينما كانت الشمسُ في كبد السّماء، كان “عبد الوهاب” يعيثُ خرابًا ودمارًا في أجساد المحتلين في عمقِ تل أبيب دهسًا وطعنًا، ليرتقي شهيدًا مضرجًا بدمائه الطاهرة ويوقع إصابات عديدة بين صفوف الاحتلال بينها 3 بحالةِ الخطر.
رحل “عبد الوهاب” ولسان حاله يقول “لن نسمح للاحتلال بالاستفراد بجنين ولن تترك وحدها حتى آخرة قطرة دمٍ تجري في عروقِنا”
عملية جنين بدّدت وهم الاستفراد
من جانبه قال الدكتور مروان القبلاني، إنّ الاحتلال حاول الاستفراد بمخيم جنين لكن عملية تل أبيب أكدت أن الدم الفلسطيني واحد، وأن العدوان على جنين سيجلب على الصهاينة الموت والدمار.
وتابع “في كل مرة يتعرض الفلسطينيون للقتل والإبادة يخرجون أقوى، وعلى الصهاينة ألا يتوقعوا أن ينفذوا مجازرهم دون رد”
وواصل “الفلسطينيون سوف يشعلون الغضب في كافة مدن وبلدات فلسطين لأن الغضب والقهر الذي يحياه سوف ينفجر في وجه الاحتلال، ولا أمان لمحتل ولا أمان لغاصب”
المخيم لن يبقى وحده
وأكدت الدكتورة انتصار العواودة أن عملية تل أبيب ترسل رسالة بأن مخيم جنين لن يبقى وحده، وأن، الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عنه ووقف العدوان.
وكان قد وجه القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد رسالة للاحتلال عقب عملية الدهس، وقال: “العدوان والجرائم لن توفر لكم الأمن والاستقرار، وشعبنا وأحراره لكم بالمرصاد، ستأتيكم المقاومة من حيث احتسبتم أو من حيث لم تحتسبوا”.
وأضاف أن شعبنا وشبابه الثائر يعرف كيف يلقن المحتل الدروس والعبر، مرسلا بالتحية لهم، ومردفا: “رحم الله فارسنا المغوار وتقبله في أعلى منازل الشهداء”.
حماس تزف شهيدها المشتبك
وزفت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني العظيم وأمتنا العربية والإسلامية، شهيدها المجاهد/ عبدالوهاب عيسى حسين خلايلة (20 عامًا) من بلدة السموع في الخليل، والذي ارتقى خلال تنفيذه العملية البطولية في “تل أبيب” ظهر اليوم الثلاثاء.
وتابعت “إن هذه العملية البطولية هي دفاع مشروع عن النفس أمام المجزرة الصهيونية المستمرة في جنين، وجرائم التهجير والقتل والتدمير التي ترتكبها قوات الاحتلال”
وأردفت بالقول “إنّ مقاومة شعبنا ستستمر وستتصاعد وستنوّع من أدواتها وتوسّع من بقعتها، ثأراً لدماء الشهداء وحماية للمسجد الأقصى المبارك من مخططات التهويد، ولن تنكسر إرادة شعبنا ومقاومتنا مهما تجبّر الاحتلال، بل سيزداد عنفوان شبابنا الثائر في كل فلسطين، وسيرى العدو بأسهم وصنيعهم”.
رد فوري وفعال
وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية تل أبيب المزدوجة، مؤكدةً أنها تأتي في سياق الرد الفوري والفعّال على عدوان الاحتلال على جنين.
وشدّدت على وحدة الساحات وترابط كافة جبهاتِها، لافتةً أن جرائم الاحتلال لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وما زال الشعب الفلسطيني يواصل تضامنه بكل الوسائل الممكنة مع مخيم جنين، حيث تواصلت دعوات الحشد والمناصرة لمخيم جنين والذي يتعرض لعدوان صهيوني همجيٍ لليوم الثاني على التوالي.