جاؤوا محمّلين بأرتالهم العسكرية وآلاف الجنود إلى مخيم جنين، ظانين أنهم سيكسرون شوكة المقاومة ويقتحموا المخيم معتمدين على الآلة العسكرية، إلا أنّ جنين وشعبها ومقاومتها أفشلوا خططهم العسكرية وهشّموا ردعهم وجعلوهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة متقهقرين منهزمين.
هُنا جنين، حيث زغرد رصاص المقاومين نحو صدور الاحتلال حتى أثناء انسحابه مهزومًا، يوجهون رسالة للاحتلال بأن المقاومة باقية ومتجذرة ومستمرة، وأن أرض جنين حرامٌ على الاحتلال وجنوده.
خرج الأهالي والمقاومة بعد المعركة رافعين إشارات النصر، مهللين مكبرين فرحين بنصر الله، معاهدين جميع أبناء شعبهم على المضي في المقاومة ودحر الاحتلال حتى آخرة قطرة دمٍ تجري في عروقهم.
كسر هيبة الاحتلال
من جانبه قال الناشط الصحفي من جنين أحمد أبو الهيجا أن مخيم جنين فرض معادلة ردع على الاحتلال وكسر هيبته.
وشدد أن الاحتلال فشل في كسر شعبنا الفلسطيني على مدار عقود، والجيل الجديد لديه الاستعداد للانخراط في كل العمل المقاوم.
وأكد أن الشعب الفلسطيني جسد واحد وهذا يعزز من صمود وثبات كل فلسطيني يكون في حالة اشتباك، مبينًا أن الوحدة في الموقف تؤدي لخدمة المشروع الوطني وتشعر كل المقاتلين والمدافعين في الميدان أن هذا المشروع متجذر، وقادر على التحقيق.
ولفت إلى أن الحالة الثورية ستكون أعلى وأكبر في الضفة خلال المرحلة المقبلة.
الاحتلال فشل رغم فارق القوة
وفي السياق ذاته، أكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن الاحتلال فشل في مخيم جنين رغم قواته الكبيرة المدعومة بالدبابات والطائرات.
وأشار إلى أن المعركة في جنين بمقتل جندي صهيوني خلال انسحابهم، وهذا ميزان قوة للمقاومين، مبينا أن الاحتلال سيعيد حساباته في كيفية التعامل مع مخيم جنين، وحالة المقاومة في الضفة الغربية.
وأوضح أن الاحتلال فشل في يوقف الاشتباك على مدار يومين، وهذا دليل أنه لم يستطع الوصول لأهدافه.
ونوه أن الاحتلال أراد أن يخرج بصورة الانتصار لكنه فشل أمام بسالة المقاومين، قائلًا “سنسمع الكثير من الانتقادات بين قيادات الاحتلال بعد هذه المعركة في جنين”.
المقاومة أدارت المعركة ببرودة أعصاب
وكان قد أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي أن معركة مخيم جنين أثبتت قدرة المقاومة والشعب على الصمود والثبات في وجه الاحتلال، وأن عقل المقاومة أدار المعركة بكل برودة أعصابٍ وهزم الاحتلال.
ولفت إلى أن معركة جنين أكدت محدودية القوة في يد الاحتلال في مواجهة قوة الحق الفلسطيني رغم شح الإمكانيات.
ورأى أن صمت العالم لن يغير من الحقيقة طالما أن في الشعب الفلسطيني رجال، لافتًا أن المخيم جسد القوة وما من اعتداء عليه إلا وجلب ردة فعل بطولية مباشرة مساوية لها في القوة ومعاكسة لها في الاتجاه.
وحول إدارة المقاومة للمعركة، نوّه إلى أن العقل المدبر للمقاومة رغم كثافة عدوان الاحتلال أدار المعركة بهدوء وبرودة أعصاب وهزم أرتال الاحتلال ودباباته.
وأشار إلى مخيم جنين أثبت فقدان الأمل وانسداد الخيارات مع السلطة، وأنها مصدر ضعف للشعب الفلسطيني وخذلانه.
واندحرَ الاحتلال من جنين بعد يومين واجه فيها صمودًا أسطوريًا واشتباكات عنيفة لم يعهدها من قبل وعبوات ناسفة دمّرت آلياته.
وانطلقت دعوات فلسطينية اليوم الأربعاء، للمشاركة الحاشدة في مسيرة تشييع الشهداء، الذين ارتقوا خلال عدوان جيش الاحتلال على جنين خلال اليومين الماضيين.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في جنين ومخيمها، للمشاركة في مسيرة دفن الشهداء، الساعة 10 صباحا من أمام مشفى جنين الحكومي.
وارتقى خلال عدوان الاحتلال على جنين خلال اليومين الماضيين 12 شهيداً، بينهم خمسة أطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 140 فلسطينيا، بينهم نحو 30 إصابة حرجة.