توافق اليوم الذكرى الـ26 لاستشهاد المجاهد القسامي عيسى خليل شوكة من مدينة بيت لحم، وذلك خلال تواجده في مهمة جهادية تمثلت في تصنيع عبوة ناسفة في أحد الشقق السكنية في بيت لحم.
سيرة بطل
ولد الشهيد عيسى خليل سالم شوكة في مدينة بيت لحم عام 1956، وهو متزوج وله بنتان وولد واحد، كما أن له ست أخوة وأربع أخوات، درس في مدارس مدينة بيت لحم، لكنه لم يكمل دراسته واتجه إلى العمل المهني وتعلم كهرباء السيارات وأبدع فيها.
عرف عنه حسن الخلق وطيب النفس، وكان بشوشا مبتسما بحيث تصل درجة فرحه وبشاشته إلى الضحك حتى تبين نواجذه، كما عرف عنه حرصه الشديد على رضا والديه.
كان عيسى محافظا على الصلاة في مساجد المدينة وخاصة مسجد عمر بن الخطاب القريب من بيته، حيث كان فيه يقوم بمختلف واجباته من حفظ للقرآن وسماع الخطب والدروس.
كما تميز بشهادة معارفه وأقربائه بشغفه بالمسجد الأقصى وزيارته، حيث كان يصلي هناك معظم أيام الجمع، ويقيم ليالي رمضان فيه، حتى أنه ترك زوجته في ثاني يوم لزفافهما وذهب مع والديه للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
طريق الجهاد
اعتقل شوكة لأول مرة عام 1979م، وحكم عليه آنذاك بالسجن لمدة عام بتهمة مقاومة الاحتلال ومحاولة إعدام عملاء، ثم خرج وشارك في الانتفاضة الأولى، ويعتبر أحد مؤسسي حركة حماس في مدينة بيت لحم.
استمر شهيدنا بالسير في طريق الجهاد والمقاومة، حتى حان موعد استشهاده في الرابع عشر من تموز عام 1997، فقد أقام الشهيد البطل عيسى وليمة دعا إليها الأرحام والأقارب والإخوة والأصدقاء، وبعد تناول الطعام استأذن الحضور في الخروج لفترة قصيرة.
توجه إلى مكان قريب، حيث كان على ما يبدو وحسب الكثيرين يقوم بتصنيع عبوة ناسفة ثم يقوم بتسليمها لعدد من قادة وكوادر القسام ومجاهدي حركة حماس، فقد كانت تربطه علاقات مميزة مع قادة القسام وعلى رأسهم الشهيد محيي الدين الشريف، سيما أنه كهربائي ويعرف عنه إتقانه لعمله في هذا المجال.
ونتيجة خلل ما، انفجرت القنبلة في جسد عيسى الطاهر، لتمزق شظاياها وتفتت جسده الطاهر، وعلى إثر ذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال كل من له علاقة أو صداقة أو معرفة به، ولم يعرف ذووه بالخبر إلا بعد ثلاثة أيام على استشهاده، من خلال علامة في وجه الشهيد مكنت أقاربه من التعرف عليه، فتلقوا الخبر بالصبر والاحتساب عند الله شهيدا.