بيت لحم-
ولد الشهيد القسامي القائد، عمر أحمد سعادة في الأوّل من أكتوبر لعام ألفٍ وتسعمئةٍ وستة وخمسين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وأنهى الثانوية العامة عام 1975 ثم انتقل إلى الحياة العملية.
تزوّج الشهيد ابنة عمه عام 1977 والتي هي شقيقة الشهيد محمد سعادة والذي استشهد في نفس عملية الاغتيال غادر البلاد إلى لبيبا طلباً للقمة العيش وذلك بعد زواجه بفترة يسيرة ثم رجع وعمل في مجال الأدوات الصحية.
وبعد رجوعه من لبيبا التحق بصفوف، حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان منذ البداية له حضور متميز في صفوف الحركة ورجل المهمات الصعبة لما عرف عنه من رجولة منذ نعومة أظفاره.
وفي العام 1987 اندلعت الانتفاضة، وكان لشهيدنا القسامي باع وذراع طويل في مقارعة الاحتلال الصهيوني، حيث قاد مجموعات المقاومة في شوارع وأزقة بيت لحم رافعًا لواء المقاومة والجهاد ودحر الاحتلال.
رحلة الاعتقال
وكان الاعتقال الأول لشهيدنا في العام 1989، فكان صلبًا قويًا، لم تهزه السجون وعتمتها وسجانيها، وبعد خروجه من السجن كثف من هجماته على قطعان المستوطنين وعلى جيش الاحتلال.
وبعدها استطاع أن يكون أول مجموعة عسكرية في منطقة بيت لحم وثاني مجموعة في منطقة الجنوب وكانت هذه المجموعة من أنشط المجموعات على مستوى فلسطين حيث قامت بعمليات مميزة حيث قامت باقتحام معسكر بيت ساحور والاستيلاء على ستين قنبلة يدوية وعشرين قذيفة لاو.
وكذلك قام اعضاء هذه المجموعة بتصنيع عبوات ناسفة وكذلك صناعة المواد المتفجرة اللازمة لهذه العبوات .
قامت المجموعة بعمليات كثيرة منها إلقاء القنابل اليدوية وعلى نقاط عدة في بيت لحم إطلاق النار أكثر من خمسة عشرة مرة على نقاط عسكرية متفرقة وكانت العملية الأخيرة لهذه المجموعة في رمضان 1992 حيث تم إلقاء قنابل على باص جنود وكان الباص تحت حراسة جيبين.
وتم إلقاء القنابل مما جعل بالجنود ينزلون للحاق بملقي القنابل ولكنهم فوجئوا أنه كمين حيث تم إطلاق نار بكثافة على الجنود وعلى أثرها تم منع التجول على جميع بيت لحم وقد حضرت سيارات الإسعاف وتم إغلاق الطرق لإخلاء المصابين والقتلى والذين رآهم المارة من تلك المنطقة.
وكان للمجموعة أيضاً نشاط متميز على صعيد التحقيق مع العملاء واعتقل الشهيد مرة أخرى عام 1990 بمناسبة انطلاقة حماس، في حين اعتقل للمرة الثانية في 1992 ولبث في الزنازين لفترة طويلة ولكنه كان كما العهد به وحكم لمدة ثلاثين شهراً .
وكان من آثار هذا الاعتقال أن ضعف نظره حيث أحتاج إلى نظارة طبية وبعد خروجه بأيام قليلة لا تتجاوز العشرة أيام تم اعتقاله للمرة الرابعة في الاعتقال الإداري .
في سجون السلطة
وبعد دخول السلطة بفترة يسيرة تم اعتقاله من قبل السلطة بتهمة إيواء مطاردي الكتائب من أمثال عادل ويحيى الدين الشريف وحسن سلامة وكذلك اتهامه بمسؤولية الجهاز العسكري لحركة حماس وكان قد عين مسؤولاً لجهاز الامن في حماس (مجد) في تلك الفترة وبعد خروجه من سجن السلطة أصبح المسؤول العسكري للجهاز في منطقة الجنوب .
وسجن مرة أخرى عام 1997 على أثر استشهاد الأخ عيسى شوكة ولمدة طويلة.
عمر سعادة شهيدًا
وعند قيام انتفاضة الأقصى المباركة انتفض أبو أحمد مرة أخرى وجند المجموعات المسلمة في منطقة بيت لحم وكان يقود المجموعات بنفسه وكان يشارك في إطلاق النار وهو الذي تجاوز سن الخامسة والأربعين عاماً ليكون حجة على كل المتخاذلين والمتنازلين.
وبقي على هذا الحال حتى يوم استشهاده في 17/7/2001 عن طريق طائرات الاباتشي وكان الأصل أن يكون هذا اليوم هو يوم فرح عند عائلة سعاده لأمه كان يوم فرح افراج أبنهم خالد.
حياة المجاهد عمر سعادة، مليئة بجوانب مضيئة وجهادية وكذلك كانت معاناة ومرارة من قبل أعداء الله، ولكنه رفض حياة الذل وانتفض على آلة البطش الصهيوني فلقي ما يلقي الشهداء والإشراق في هذا الوطن وهو الشهادة .