سعد ماهر الخراز؛ ابن الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وأميرها، سليل عائلة مجاهدة عانت من ويلات الاحتلال منذ عشرات السنوات عبر الاعتقالات والإبعاد للوالد والأشقاء، كل ذلك لم يمنعه من مواصلة درب الجهاد والمقاومة ولم يترك البندقية من يده حتى ارتقى صباح اليوم الثلاثاء شهيدا.
استفاقت نابلس وفلسطين عامة صباح اليوم على أصوات الرصاص المزمجر على جبال نابلس وعلى نقطة الطور العسكرية، وبعد اشتباك مسلح ارتقى القائد الميداني القسامي سعد ماهر الخراز (43 عامًا)، أحد مجاهدي حماس الذي تقدم صفوف العمل الطلابي والدعوي والجهادي، حتى ارتقى اليوم مقبلا غير مدبر، مع رفيقي دربه الشهيدين القساميين منتصر بهجت علي سلامة (33 عامًا)، ونور الدين تيسير العارضة (32 عامًا).
قمر الياسمينة
وعُرف عن سعد ماهر الخراز نشأته في أسرة متدينة محافظة مجاهدة، تقطن حارة الياسمينة في البلدة القديمة بمدينة نابلس، وهي الحارة التي أخرجت أقمارًا من شهداء المقاومة الفلسطينية.
ووالده هو الشيخ ماهر الخراز الأسير المحرر لسنوات طوال في سجون الاحتلال والداعية المربي الذي تتلمذ على يديه قادة المقاومة والجهاد، وشهد صحبة الشهداء مثل الجمالين وصلاح الدين دروزة في إبعاد مرج الزهور.
أما أمه في الداعية والمربية الفاضلة التي عُرفت بالتزامها ورعايتها لعائلتها وصبرها على طول غياب زوجها بسبب اعتقالاته المتكررة، وجهادها في مقارعة كيد الاحتلال الذي عاث في منزلها تدميرًا وتفجيرًا وإحراقًا لمراتٍ عدة.
ابن الكتلة الإسلامية
وسعد هو واحدٌ من أبناء الشيخ المجاهد “طاهر، وأسيد، وعروة، وزيد” الذين ذاقوا ويلات الأسر في سجون الاحتلال، فاعتقل على يد الاحتلال وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية إثر نشاطه في صفوف الكتلة الإسلامية لمدة تزيد عن الثلاث سنوات.
وخلال فترة دراسته في جامعة النجاح الوطنية، عُرف سعد بنشاطه وخدمته لإخوانه الطلبة، وكان رئيساً للمؤتمر العام لمجلس الطلبة عن الكتلة الإسلامية في 2005-2006.
والشهيد المشتبك سعد الخراز متزوج وأب لخمسة أطفال، أصغرهم رضيعة لم تكمل الشهرين من عمرها، لم تقعده الحياة وعائلته وأطفاله من استكمال درب خدمة الوطن، فسعى للشهادة مقبلًا غير مدبر، تاركًا الدنيا وما عليها، ليكون عنوانًا لعائلة دربها جهاد وعطائها شهادة ومقاومة.
ونعى القيادي الشيخ ماهر الخراز (72 عامًا) نجله “سعد” قائلا: “الحمد لله الذي شرّف عائلتنا بارتقائه بعد مسيرة طويلة من العمل الدعوي والجهادي”.
وأكد الخراز أن نجله “سعد” الذي عُرف بسيرته الطيبة، عاش حياته مجاهدًا في سبيل الله، واعتقل سابقًا لدى الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ هذا الطريق (مقاومة الاحتلال) ليس غريبًا عن نجله “سعد” وكل من يعرفه لا يستغرب أن يرتقي شهيدا.
وتابع: “شيعت وصليت على الكثير من الشهداء، وآن الأوان، أن أقف أمام روح ابني لأُصلي عليه كبقية شهداء فلسطين، وبالرغم من ألم الفراق، هذا لا يضرنا، فروحه عند الله عز وجل، وسيأتي وقت وسيترجل هذا الفارس”.
وكانت حركة حماس قد زفت إلى جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية والإسلامية شهداءها القساميين الأبطال الذين ارتقوا صباح اليوم في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في نابلس.
وتابعت “إننا إذ نزف هذه الثلة من مجاهدي كتائب القسام التي انطلقت بكل ما تملك من إيمان ويقين لتواجه هذا العدو المجرم؛ دفاعاً عن شعبنا المرابط ونصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجمة استيطانية شرسة، فإننا ندعو أبناء شعبنا للنفير لصد عدوان الاحتلال الفاشي، والاستعداد للتصدي للمسيرة الاستيطانية في المسجد الأقصى والقدس”.
كما زفت كتائب القسام مجاهديها أبطال عملية نابلس البطولية الشهيد القائد الميداني سعد ماهر الخراز والشهيد القسامي المجاهد منتصر بهجت سلامة والشهيد القسامي المجاهد نور الدين تيسير العارضة.
وأكدت كتائب القسام بأن دماءهم وجهادهم المبارك سيبقى نبراساً على طريق العزة والكرامة، ووقوداً لمسيرة شعبنا نحو التحرير.
ووجهت رسالة إلى الاحتلال الصهيوني بقولها “لن نترك الأقصى وحيداً، ولن تمر جرائمكم بحق شعبنا ومقدساتنا، وجهادنا لن يتوقف حتى تسجد جباهنا سجدة النصر في باحات الأقصى وندحر المحتل عن أرضنا وترابنا وما ذلك على الله بعزيز.