على درب الأبطال يسير الأحرار، يعبرون عن عشقهم للشهداء والشهادة، وإعجابهم بالمقاومة وخاصة رجالها من كتائب القسام.
على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي وصف الشهيد المشتبك محمد داوود أبو عصب، الشهيد القسامي أحمد نصر جرار بأسطورة جنين، ونشر صوراً لمقاتلين من كتائب القسام، ولملثم يرتدي العصبة الخضراء كتب تحتها نحن جيل النصر القادم.
في ساحات الوغى تميز الشاب أبو عصب، بخفة الحركة يطلق الرصاص ويتنقل من مكان لآخر دون كلل أو تعب.
مع كل اقتحام، شهدت أزقة وحارات مخيم بلاطة بشجاعة وإقدام محمد ابن العشرين عاماً، وإصراره على مقاومة الاحتلال والتصدي لعداونه.
أبو نادر
كان المشتبك أبو عصب، رفيق درب الشهيد نادر الريان وابن خالته الذي استشهد قبل عام وخمسة شهور، فتأثر باستشهاده وأصر على السير في ذات الطريق.
ولشدة تعلقه بالشهيد الريان، أطلق على نفسه أبو نادر، وعرف بين عائلته ورفاقه بهذه الكنية.
وأكد خاله محمود أبو عصب، أن الشهيد محمد كان دائم التغني بالمقاومة، وأن الكل يشهد على عطائه وتضحياته.
وأوضح أن محمد ولد خلال انتفاضة الأقصى عام 2003، وعاش طفولته مع ابن خالته الشهيد نادر الريان، وكان طيباً محبوباً يساعد الجميع ويكون معهم رغم صغر سنه.
لا تتركوا البارودة
وعلى نهج الشهيد إبراهيم النابلسي، ظهر الشهيد محمد أبو عصب مع رفيقه الشهيد وسيم الأعرج الذي سأله عن وصيته، فكانت إجابته: “ما تتركوا البارودة يخوي”.
وظهر الشهيد أبو عصب، في صور سابقة مع عدة شهداء مثل مهدي حشاش ونادر الريان وغيرهم من المقاومين.
مقاتل شرس
وقبل ستة أشهر أصيب المقاوم أبو عصب برصاص الاحتلال، خلال تصديه لاقتحام قوات الاحتلال منطقة قبر يوسف في نابلس.
وبعد أن تعافى من إصابته عاد لساحة القتال، وقاوم الاحتلال ليل نهار، حتى عرف أنه أسد الهمة ومقاتل من الصف الأول.
وفي ال16 من شهر أغسطس الجاري، خرج المشتبك محمد أبو عصب للتصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم بلاطة.
ويؤكد رفاقه أنه أصر على إفراغ آخر رصاصاته، وقاوم للدقيقة الأخيرة حتى أصيب بسبع رصاصات في جسده وخاصة صدره، ومكث في المستشفى لأيام إلى أن أعلن عن استشهاده اليوم.
ورغم رحيل جسد الشهيد محمد أبو عصب، يبقى أثره ليؤكد أن هذا الجيل ينتمي للوطن، ويحمل الهم لتبقى المقاومة حية حتى دحر الاحتلال.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الشهيد المجاهد محمد أبو عصب، من مخيم بلاطة، الذي ارتقى صباح اليوم متأثرًا بجراحه التي أصيب بها بنيران الاحتلال خلال اقتحام المخيم الثلاثاء الماضي.
وأكدت الحركة في بيان لها، أن مخططات الاحتلال لاجتثات المقاومة والقضاء على حاضنتها الشعبية وتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك ستفشل أمام صمود ومقاومة شعبنا الفلسطيني المرابط.
كما شددت على أن دماء الشهداء ستكون بمثابة لعنة تطارد جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل أراضينا المحتلة.