توافق اليوم الحادي والعشرين من آب، الذكرى ال54 للجريمة الصهيونية بإحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969.
وأقدم اليهودي أسترالي الجنسية الإرهابي “مايكل دينيس” على إشعال النيران عمدا في المسجد الأقصى المبارك القبلة الأولى للمسلمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، التي التهمت أجزاء مهمة منه.
وتسببت هذه الجريمة بإحراق منبر نور الدين محمود الذي صنعه ليضعه في المسجد بعد تحريره، لكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، الذي يعتبر رمزا للتحرير والنصر على الصليبيين.
وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع.
وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة.
كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وعمل الاحتلال على اعتقال الجاني ونقله الى مستشفى للأمراض النفسية بالقرب من عكا وبعد فترة ليست طويلة تم ترحيله إلى أستراليا، وروج في حينه خرافة قال فيها: إنه” قام بفعلته بأمر من الله”.
نيران ممتدة
بعد عقود من هذا الحريق، لا تزال النار تشتعل في الأقصى بأشكال مختلفة، من اقتحامات يومية واعتداءات خطيرة ومحاولة للسيطرة عليه وتقسيمه بل والجرأة على التخطيط لبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وفي ذكرى الحريق، يقترب من الأقصى خطر حريق آخر يتمثل في طوفان الاقتحامات بمواسم الأعياد العبرية بعد أقل من شهر.
وخلال خطبة الجمعة الماضية، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن الأقصى يحترق بشكل دائم وبصور متعددة.
وجدد خطيب الأقصى التأكيد على أن الأقصى للمسلمين وحدهم، لا يخضع للقسمة والتفاوض والتنازل.
وسبق أن حذر مراقبون في مدينة القدس المحتلة، من خطورة المخطط الذي قدمه عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود “عميت هليفي” لتقسيم المسجد الأقصى المبارك.
وأكدوا أن “مخطط هليفي يعد من أخطر مخططات تهويد المسجد الأقصى”، موضحاً أن المخطط يمثل تدخلاً علنياً للمؤسسات الرسمية، لفرض وقائع تهويدية على الأقصى.
والجماعات المتطرفة هي الذراع التنفيذي للمؤسسة الصهيونية الرسمية، لتنفيذ المخططات التهويدية، حيث تشمل حكومة الاحتلال الفاشية 16 وزيرًا من جماعات الهيكل.